ذكرت أكبر هيئة لأبحاث الطاقة في العالم أن الأموال التي تتدفق على الطاقة الشمسية أكبر من جميع مصادر الكهرباء الأخرى مجتمعة، ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات إلى نصف تريليون دولار هذا العام.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها أن يصل الاستثمار العالمي في الطاقة الخضراء خلال هذا العام إلى نحو تريليوني دولار، أي ضعف المبلغ المخصص للوقود الأحفوري.
ومن المقرر أن يذهب المبلغ إلى التقنيات النظيفة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والطاقة النووية والشبكات والتخزين والوقود منخفض الانبعاثات وتحسين الكفاءة والمضخات الحرارية، مع توجيه باقي المبالغ نحو الغاز والنفط والفحم.
وأشارت الوكالة إلى أن الاستثمار المشترك في الطاقة المتجددة والشبكات تجاوز المبلغ الذي تم إنفاقه على الوقود الأحفوري لأول مرة في عام 2023.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة، في بيان مصاحب للتقرير السنوي للاستثمار في الطاقة العالمية إن “الاستثمار في الطاقة النظيفة يسجل أرقاما قياسية جديدة حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة، مما يسلط الضوء على الزخم وراء اقتصاد الطاقة العالمي الجديد”.
وأضاف أن “الارتفاع في الإنفاق على الطاقة النظيفة يتلقى دعما من الاقتصادات القوية، وأيضا التخفيضات المستمرة في التكاليف واعتبارات أمن الطاقة”.
وتابع “مقابل كل دولار يذهب إلى الوقود الأحفوري اليوم، يتم استثمار ما يقرب من دولارين في الطاقة النظيفة”.
ومن المقرر أن تستأثر الصين بأكبر حصة من استثمارات الطاقة النظيفة في عام 2024 بما يقدر بنحو 675 مليار دولار، في حين من المقرر أن تحظى أوروبا بمبلغ قدره 370 مليار دولار والولايات المتحدة بنحو 315 مليار دولار.
وتعمل الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم على زيادة الإنفاق على إنتاج الطاقة النظيفة لتقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى تغير المناخ المميت.
ولكن مع ذلك، لا يزال ثمة نقص في الاستثمارات في الطاقة في أجزاء من العالم مثل الاقتصادات الناشئة والاقتصادات النامية خارج الصين.
وأوضح معدو التقرير أن تحسين سلاسل التوريد وانخفاض التكاليف يؤدي إلى زيادة الاستثمار في أشكال ما يسمى بالطاقة النظيفة، والتي تشمل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية، فضلا عن توليد الطاقة النووية.
من المتوقع الآن أن يصل الاستثمار المشترك في مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية لتوليد الكهرباء إلى عشرة أضعاف المبلغ المخصص لطاقة الوقود الأحفوري
وبحسب التقرير، فإن الأموال التي تذهب الآن إلى الطاقة الشمسية الكهروضوئية (الألواح الكهروضوئية) أكبر من جميع تقنيات توليد الكهرباء الأخرى مجتمعة.
وانخفضت تكاليف الألواح الشمسية بنسبة 30 في المئة على مدى العامين الماضيين، وفي عام 2024 “من المقرر أن ينمو الاستثمار في الطاقة الشمسية إلى 500 مليار دولار حيث يؤدي انخفاض أسعار الوحدات إلى تحفيز استثمارات جديدة”.
وبالمقارنة، من المتوقع أن تزيد الاستثمارات العالمية في مجال النفط والغاز بنسبة سبعة في المئة في عام 2024 لتصل إلى 570 مليار دولار، بعد ارتفاع مماثل شهده عام 2023.
ومع ذلك، حذرت وكالة الطاقة الدولية من “اختلالات كبيرة ونقص في تدفقات الاستثمار في الطاقة في أجزاء كثيرة من العالم”، حيث تظل مشاريع الطاقة النظيفة باهظة الكلفة.
وباستثناء الصين، عملاق الطاقة المتجددة، فإن مبلغ 300 مليار دولار الذي استثمرته الاقتصادات الناشئة والنامية يظل “أقل بكثير مما هو مطلوب لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العديد من هذه البلدان”.
وقال بيرول “يجب بذل المزيد من الجهود لضمان وصول الاستثمار إلى الأماكن التي تشتد الحاجة إليه”.
وترى الوكالة أن تحقيق الأهداف العالمية متوسطة المدى للحد من انبعاثات الكربون الضارة سيتطلب مضاعفة الاستثمار في الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.