عاد الحديث عن عمليات الحفر في البلوك رقم 9 إلى الواجهة من جديد، وذلك بعدما أصدر وزير الطاقة والمياه وليد فياض قرار رقم 32 تاريخ 12 أيلول 2023 يقضي بتعديل إحداثيات موقع حفر البئر الإستكشافيّة «قانا 31/1 في الرقعة المذكورة والواردة في رخصة الحفر الصادرة بموجب القرار رقم 30 تاريخ 16 آب 2023. وذلك بعدما قام المشغل أي شركة «توتال إنيرجيز» بإبلاغ وزير الطاقة بالصعوبات التقنية التي تمّت مواجهتها خلال عمليات الحفر مطالبة بتحديث رخصة الحفر. فكيف سيؤثر ذلك على مسار الخطة؟
موضوع تقني
بحسب مصدر متابع للتطورات البترولية في لبنان أكّد عبر «نداء الوطن» أن هذا الموضوع هو محض تقني. «ففي رخصة الحفر تعطي الشركات صاحبة الحقوق موقعين أو ثلاثة مواقع لحفر البئر وذلك تحسباً لإمكانية حصول مشاكل تقنية عند البدء بعملية الحفر، لذلك تلجأ الشركات إلى تغيير موقع الحفر وذلك ضمن مسافة قريبة وليس بعيدة عن موقع الحفر الأولي. ففي حالة البلوك رقم 9، بدأت عمليات الحفر في الموقع الأول الذي تم إختياره حيث تم العثور على صخور لم يتم التمكن من تخطيها فهذه العملية تكون دقيقة بعض الشيء في البداية لأنه يصار إلى إدخال «القميص الحديدي». فهذا الإجراء لم تتمكن الحفارة من تأمينه بسبب تعذّر مواصلة الحفر نظراً لصعوبة إختراق الطبقات الصخرية الموجودة داخل أرض البحر».
المشغّل أمام خيارين
وفي هذا الإطار يتابع المصدر «وصل الحفر من سطح البحر إلى عمق 1713 متراً (من أصل عمق المياه 1678 متراً) أي أنه اخترق أرض البحر بعمق 35 متراً ولم تستطع الحفارة مواصلة الحفر. لذلك، لم يكن أمام الشركات سوى خيارين، الأول هو سحب جميع المعدات واستبدالها بآلات حفر أكبر أي إنزال رأس حفر بقطر 40 إنشاً لفتح المجال أمام إنزال «القميص الحديدي» بقدر 36 إنشاً وذلك حسب التقرير الجيولوجي رقم 2 تاريخ 31 أب 2023». «أما الخيار الثاني فهو الإبتعاد قليلاً عن موقع الحفر الأول ومحاولة تغيير مكان البئر إلى مسافة قريبة لتجنب هذه الصخور وذلك من أجل تخطي هذه الطبقة التي لم تستطع الحفارة إختراقها. ونظراً للوقت الطويل الذي كان سيستغرقه إعتماد الخيار الأول، لجأ المشغل أي شركة «توتال إنيرجيز» إلى الخيار الثاني المتمثل بتغيير مكان البئر بمسافة إجمالية قوامها 31.7 متراً من الموقع الأول (أي 12.7 متراً غرب الموقع و29 متراً شمال الموقع وذلك بحسب التقرير الجيولوجي رقم 4 تاريخ 2 أيلول 2023 وذلك مع إستخدام نفس عدّة الحفر. مع الإشارة إلى أن هذا الموقع مشار إليه في طلب رخصة الحفر كموقع بديل في حال حصول أي مشكلة».
لا تأخير يذكر
ويؤكد المصدر لـ»نداء الوطن» «أن الإجراءات تسير بحسب الخطة الموضوعة ولن يكون هناك أي تأخير فهي سارية المفعول مستوجبة التطبيق، فهذا الموقع البديل قد أصبح اليوم ثابتاً ولن يحصل أي تبدّل. مع العلم بأن هذه العملية قد أدّت إلى خسارة يومين فقط ضمن المرحلة الأولى، لكن الأمور عادت إلى نصابها والإجراءات تسير في وقتها المحدّد. وهذا لن يؤثر على الوقت المحدد للإعلان عن نتيجة الحفر التي لا تزال في موعدها أي في أول تشرين الثاني».
«فاليوم سوف يصار إلى البدء بالمرحلة الثالثة من الحفر في منتصف الأسبوع القادم. فهذه المرحلة ممكن أن تشهد بعض التسربات من الغاز لكن لا يمكن إيقاف الحفر بل يجب الإستمرار بعملية الحفر إلى النهاية قبل إنزال المعدات التي تقيس الكميات الموجودة. لذلك لا يمكن إعطاء نتيجة دقيقة قبل الأسبوع الأخير من تشرين الأول».