تفاوت كبير بأسعار الأدوية بين تركيا ولبنان

يبدو ان التوتر جنوبا بدأ يأخذ منحىً تصاعديا خطرا مع اشتداد المناوشات العسكرية، والخشية من تدهور الأوضاع الأمنية. فالانزلاق الى وضع حرج قد يخرج في أي لحظة عن السيطرة ويمتد ليشمل المنطقة بأكملها، مرتبط بتطور المواجهات الميدانية، وهذا ما أفصح عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته يوم السبت الفائت. ليبقى التكهن بالنجاة من المعركة الشرسة مجهولا، والمواطن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الرديئة لا يعرف ما هي التدابير الاحتياطية المطلوب منه القيام بها ولو بالحد الأدنى.

إشارة الى ان أكثر من 80 في المئة من اللبنانيين غير قادرين على تمويل احتياجاتهم جراء الأوضاع المادية الحرجة الراهنة، في حال اندلعت حرب وتفاقمت الازمة المعيشية على نسق ما حدث في الماضي القريب بقطاع الادوية تحديدا في عامي 2021 و2022. فالمعلومات متضاربة حول مصير بعض الادوية الأساسية، وخاصة تلك المخصصة للأمراض المزمنة كالسرطان والضغط والسكري، فيما لو توسعت رقعة المواجهات على الحدود الجنوبية اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستفحلت المعركة واعمال القصف المستمرة منذ 8 تشرين الأول الفائت.

وتجدر الإشارة الى ان تجربة اللبنانيين المريرة مع انقطاع البلاسم لا تزال حاضرة في عقولهم، جراء عمليات الاحتكار والتهريب والتخزين والتلاعب بالأسعار من قبل التجار وأصحاب مستودعات تخزين الادوية، هذه الأسباب دفعت بهم للبحث عن ادويتهم خارج لبنان. الى جانب ان هذا القطاع بات هشاً، وباباً من أبواب تحقيق الثراء غير المشروع على حساب صحة المواطن. وينتهز “تجار الازمات” كل فرصة لمضاعفة الاثمان بطريقة غير شرعية وغير مشروعة او مبررة ،وغير متّصلة بالأحداث التي تجري في مناطق الشريط الحدودي مع “إسرائيل”.

ابسط الطرق الآمنة لتخزين الادوية لفترات طويلة

وفقا للأطباء والصيادلة، تؤثر جودة الدواء على فعاليته التي تعتمد على التصنيع والتوضيب بشكل سليم وآمن. ويمكن الحصول على الادوية ذات القيمة العالية من مُصدّرِين موثُوقِين، وأيضا من الصيدليات المعروفة بمهنيتها. فالبلسم يتميز بمواصفات محددة قائمة بدستور العقاقير، التي تقدمها الجهات المحلية المصنعة وتعترف بها الصحة العالمية او السلطات المختصة في البلد المصنع. وتشمل المقاييس الخارجية اللون، الرائحة والعلبة، بما في ذلك الخواص الفيزيائية الكيميائية، وشروط مدة التخزين، كما يجب ان يوضح الملصق الموجود على كل وحدة (زجاجة صندوق الخ) التالي: الاسم الدولي، الشكل الصيدلاني، الجرعة، عدد الوحدات، أقراص او امبولات، او الحجم إذا كان سائلا بما في ذلك الاسم وعنوان الجهة المصنعة، ورقم التشغيلة وتاريخ الصلاحية.

شروط حفظ البلسم

وفي الإطار، يجب معرفة ان هناك بعض الأمور التي قد تؤثر إيجابا او سلبا على كيفية توضيب وتخزين العقاقير، مثل: درجة الحرارة، الهواء، الرطوبة والضوء، لان ظروف استقرار الدواء تتفاوت تبعا للعناصر الدوائية ، والتي تكون غير ثابتة بشكل ما وطبقا للشكل الصيدلاني للدواء، أي إذا كان شرابا او حبوبا او بحسب آلية التصنيع. لذلك يجب احترام احكام حفظ الترياق مثل: الاخذ بعين الاعتبار درجات الحرارة التي لا يجب ان تتخطى الـ 25 درجة مئوية، وهناك مبدأ يتعلق بدرجة حرارة الحفظ وفقا للدستور الأوروبي، وهذا ينطبق على المستودعات والصيدليات والافراد. وهذا القانون يشمل: التجميد، الثلاجة، المكان البارد او درجة حرارة الغرفة.

كيف نعرف ان الدواء أصبح فاسداً!

وفي سياق ما يجري من فوضى وضياع المواطنين لجهة معرفة نوعية البلاسم التي يجب تخزينها في حالات الضرورة القصوى، شرحت الصيدلانية ايمان عيتاني لـ “الديار” عن “الخصائص العادية لكل دواء، والتي يجب على كل فرد معرفتها مثل: اللون، الرائحة، قابلية الذوبان والقوام، لمراقبة التغييرات التي قد تشير الى تلف الدواء. ويجب التنبّه الى ان تحلل الدواء قد لا نراه بالعين المجردة، فاستخدام ادوية مضادة للالتهابات منتهية الصلاحية قد يؤدي الى ظهور سلالات مقاومة للعقار”.

ونصحت المواطنين “بشراء العلاجات الأساسية في حال توسعت دائرة الحرب جنوبا، مثل: الـ (Solpadeine) ويستخدم كمسكن قوي وفعال لأوجاع الرأس والجسم وحتى الاسنان، كذلك الامر بالنسبة الى (البنادول) وهو الأكثر شيوعا، قطرة للأذن مثل (Dropiflox)، والعينيين مثل (اوبتيداكس)، (الايموديوم) في حالات الاسهال، ودواء لأوجاع البطن والمغص الشديدين مثل (البسكوبان) و(السكوبينال)”.

اضافت: “يجب أيضا شراء ادوية للسعال مثل (ايفيلكس او بروسبان) وبلسم للالتهابات وخافض حرارة للكبار والصغار وعقاقير الرشح”. واردفت “يمكن شراء المغنيسيوم لتخفيف تشنج العضلات الى جانب ادوية الحساسية مثل (ايريوس) للصغار و (لورين) للكبار”.

نبذة عن أسعار الادوية التركية التي تباع في لبنان

في شأن متصل بالدواء، يستغل “أرباب المصالح” أي ظرف امني او سياسي او اقتصادي لرفع التسعيرة بطريقة غير مبررة، ولمعرفة فارق الأسعار تقصّت “الديار” عن سعر المبيع للأفراد في كل من لبنان وتركيا والاختلاف شاسع، فعلى سبيل المثال: دواء (arava 20 mg) يباع في لبنان بـ 50 $ وفي تركيا بـ 10$، دواء (irda 300 mg ) في لبنان 7$ وفي تركيا 4$ ، (nexium40 mg) في لبنان 12,7$ وفي تركيا 5,6$، (Glucophage 850 mg 30 tab) في لبنان 2,7$، بينما (100 tab) في تركيا بـ 3$، (atacand 8 mg) في لبنان 9$ وفي تركيا 4$، (Celebrex 200 mg) في لبنان 12,7 $ وفي تركيا 3$، (plaquenil 200 mg) في لبنان 13$ وفي تركيا 3$”.

 

مصدرالديار - ندى عبد الرزاق
المادة السابقةالصناعيون يتحسّبون للحرب: تراجع في الاستهلاك وطلبيات التصدير
المقالة القادمةالحكومة تؤيد كل القوانين لاسترداد الودائع من دون جيبتها الخاصة