لا تكاد سيرة الأدوية تخبو، حتى تعود إلى الواجهة من جديد. «حكايات» الناس عن «الدوران» على أدويتهم في الصيدليات باتت جزءاً من اليوميات التي فرضتها الأزمة المالية ــــ الاقتصادية في البلاد. وفي كل مرّة، ثمّة قصة تروى عن دواء فقد تماماً من السوق وآخر قد يفقد بين لحظة وأخرى. آخر هذه «الحكايات» ما يعانيه الناس والصيادلة مع دواء «بنادول» الذي اختفت بعض أنواعه عن رفوف الصيدليات
فبعدما كان هذا الأخير هو الدواء «الملك» في البيوت، صار «عملة نادرة» وبات يُشترى بـ«الظرف»، بسبب امتناع معظم الصيادلة عن بيع علب كاملة، «لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من المرضى للاستفادة منه»، على ما تقول إحدى الصيدلانيات، وخصوصاً مع «النهج» الجديد الذي تتبعه شركة «سادكو»، الوكيل الرسمي لـ«بنادول» في لبنان. إذ تعمد إلى إعطاء كل صيدلية حاجتها مرة واحدة في الشهر.
تتحدث مصادر شركة «سادكو» عن مسار بات أمراً واقعاً منذ نحو خمسة أشهر، وتحديداً «في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، حيث التزمنا بإعطاء كل صيدلي المعدلات نفسها التي كان يصرفها العام الماضي، بلا زيادة ولا نقصان»، مشيرة الى أن الشركة «تعتزم زيادة 10% لكل طلبية». وتؤكد أن هذا الإجراء له هدف واحد «هو لنضلّ قادرين نأمّن الدوا».
من جهته، يختصر نقيب الصيادلة في لبنان، غسان الأمين، الوضع بالقول إن «التهافت اليوم على البنادول وغيره من الأدوية يفوق الطلب بـ 5 أو 6 أضعاف». وفي عزّ الوضع الراهن، ستبقى تلك المعادلة على حالها، إذا ما أضيفت إليها المعاملات العالقة في مصرف لبنان وهلع الناس. بحسب الأمين، كان يمكن تفادي هذه المشكلة «بنسبة 90%»، في حالة واحدة «لو أن مصرف لبنان قال للناس إنه لن يرفع الدعم عن الأصناف التي تشبه البنادول، لأن العملية ما رح تكلفوا شي».