في عزّ الأزمة التي يعيشها لبنان، بقي المغتربون «عامل إغاثة» لعائلاتهم أولاً، والاقتصاد ثانياً. اتُّخذت تدابير عديدة لـ«تشجيعهم» على الاستمرار في تحويل الأموال، وأبرزها إعادة تسديد التحويلات بالعملات الأجنبية. ولكن، حتى تحويل «الدولارات الطازجة» إلى لبنان بات عملية مُكلفة للمغتربين اللبنانيين، وتحديداً العاملين منهم الذين لا يملكون مواردَ مالية ضخمة. بحسب آخر إحصاءات البنك الدولي، التي نشرها «بنك الاعتماد اللبناني» في نشرته الدورية، لبنان يقف في مصاف الدول التي ترتفع تكلفة إرسال الأموال إليها. والحديث هنا عن مبالغ «متواضعة»، تبلغ 200 دولار أميركي. ففي بلد مثل ألمانيا، سُجّل لبنان كأغلى بلد لإرسال 200 دولار إليه، مُتقدماً على أفغانستان، الصين، تايلند، هنغاريا، فييتنام… على الرغم من أنّ التكلفة انخفضت من 22.35 دولاراً أميركياً لكل 200 دولار في الربع الثاني من عام 2020، إلى 22.25 دولاراً أميركياً. أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد حلّ لبنان في المرتبة الثانية لجهة الأكثر كلفة، بعد كوبا (كلفة تحويل 200 دولار إليها هي 21.07 دولاراً).
تكلفة التحويلات، التي احتسبها البنك الدولي في إحصاءاته، تتضمّن رسوم التحويلات، الفارق في سعر الصرف، وسرعة الخدمة. فتبيّن أنّ كلفة إرسال 200 دولار إلى لبنان من الولايات المتحدة الأميركية ارتفعت في الربع الثالث من العام الحالي إلى 19.64 دولاراً، مقارنة بـ19.22 دولاراً في الربع الثاني من عام 2020. كذلك ارتفعت تكلفة إرسال 200 دولار من كندا إلى لبنان إلى 20.41 دولاراً، بعد أن سجّلت 20.23 دولاراً في الربع الثاني. وبات إرسال 200 دولار من فرنسا إلى لبنان يُكلّف 17.24 دولاراً، مقابل 15.63 دولاراً في الأشهر الماضية. على صعيد الدول العربية، ارتفعت التكلفة من السعودية من 9.79 دولارات إلى 11.63 دولاراً. في المقابل، انخفضت تكلفة إرسال 200 دولار من أستراليا لتبلغ 25.83 دولاراً، بعد أن كانت 26.75 دولاراً. والتكلفة انخفضت أيضاً من السويد، من 21.68 دولاراً في الربع الثاني ، إلى 20.08 دولاراً في الربع الثالث.
شملت إحصاءات البنك الدولي أيضاً تكلفة إرسال 500 دولار إلى لبنان، لتُسجّل 26.45 دولاراً من الولايات المتحدة الأميركية، 32.70 دولاراً من كندا، ألمانيا 32.60 دولاراً فرنسا 37.16 دولاراً، السويد 34.16 دولاراً، بريطانيا 37.44 دولاراً، أستراليا 37.31 دولاراً، السعودية 12.52 دولاراً.