حذر مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة من أن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمديد مهلة التفاوض بشأن نسب الرسوم الجمركية يطيل فترة الضبابية وعدم الاستقرار بالنسبة إلى الدول الأخرى.
وصعّد ترامب الاثنين حربه التجارية وأخطر 14 دولة، بعضها من أكبر الشركاء التجاريين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، بأنها ستواجه رسوما جمركية أعلى بشكل حاد اعتبارا من موعد نهائي جديد سيحل في مطلع أغسطس المقبل.
وقالت باميلا كوك – هاميلتون للصحافيين في جنيف “هذه الخطوة تطيل في الواقع أمد الضبابية، ما يقوض الاستثمار طويل الأجل وعقود أنشطة الأعمال ويخلق المزيد من الغموض وعدم الاستقرار.”
وأضافت “إذا لم تكن شركةٌ ما على يقين بشأن التكاليف التي ستدفعها، فلن تتمكن من التخطيط، ولن تتمكن من تحديد الجهة التي ستستثمر فيها.” وأوضحت أن حالة الضبابية، إلى جانب التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنمائية، تسببت في “صدمة مزدوجة” للدول النامية.
وأشارت إلى أن الدول الأقل نموا هي الأكثر تضررا، حيث تواجه دول مثل ليسوتو تعريفات قد تصل إلى 50 في المئة على صادراتها للولايات المتحدة، ما يهدد صناعات حيوية وعشرات الآلاف من الوظائف. وقالت “حتى الدول التي تفاوضت على رسوم جديدة، مثل فيتنام، لا تزال تواجه تعريفات مضاعفة قد تعيد تشكيل التدفقات التجارية الإقليمية.”
وتتعرض الدول لضغوط لإبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة بعد أن أطلق ترامب حربا تجارية عالمية في أبريل الماضي تسببت في هزات للأسواق المالية ودفعت صانعي السياسات إلى التحرك جاهدين لحماية اقتصاداتهم.
وكمثال على تأثير عدم اليقين كشفت هاميلتون عن تقلبات حادة في تجارة الذهب بين سويسرا والولايات المتحدة، حيث ارتفعت واردات سويسرا بنسبة 800 في المئة في مايو الماضي بعد الإعلان عن إعفاء المعادن النفيسة.
ويأتي هذا الوضع التجاري المعقد في وقت تستعد فيه دول مجموعة السبع لخفض إنفاقها على المساعدات بنسبة 28 في المئة العام المقبل، وهو أكبر خفض في تاريخ المجموعة، ما يقلص الدعم الخارجي في وقت تشتد فيه حاجة الاقتصادات النامية إليه.
ولمواجهة هذا الوضع دعت هاميلتون الدول إلى تعزيز علاقاتها التجارية الإقليمية كخطوة أولى نحو استعادة الاستقرار. وصرح تاباس ستريكلاند، رئيس قسم اقتصاديات السوق في بنك أستراليا الوطني، لرويترز “سيكون هناك الكثير من التقلبات مع بدء ظهور العناوين الرئيسية.”
وأضاف أن ذلك سيتزامن “مع صدور المزيد من هذه الرسائل، ومع بروز المفاوضات بشكل فعلي قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس.”
وتدخل الرسوم الأعلى حيز التنفيذ اعتبارًا من الشهر المقبل، ولن تُدمج مع الرسوم القطاعية المُعلنة سابقًا، مثل تلك المفروضة على السيارات والصلب والألمنيوم.
وأثار فرض ضريبة بنسبة 25 في المئة على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة توترات في بورصة وول ستريت، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بشكل حاد، رغم أن الأسواق في آسيا استقبلت الخبر بهدوء.
وفي رسائله حتى الآن إلى 14 دولة، من بينها دولة عربية واحدة هي تونس، ألمح ترامب إلى فرص لإجراء مفاوضات إضافية، حتى مع تحذيره من أن الإجراءات الانتقامية ستؤدي إلى رد فعل مماثل.
وقال لليابان وكوريا الجنوبية في رسائل نُشرت على منصته تروث سوشيال “إذا قررتم، لأي سبب من الأسباب، رفع رسومكم الجمركية، فإن أي نسبة زيادة تختارونها ستُضاف إلى نسبة الـ25 في المئة التي نفرضها.”



