أكّد وزير المالية ياسين جابر خلال افتتاحه أمس مشروع محطة الطاقة الهجينة الاستراتيجي في مقرّ إدارة حصر التبغ والتنباك “الريجي” في الحدث مع رئيسها ومديرها العام ناصيف سقلاوي، أن “الدولة بكامل أركانها مصمّمة على برنامج شفاف مع صندوق النقد”، داعيًا المجتمع الدولي “إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والالتزام التام بمندرجات القرار 1701”.
حضر الافتتاح كلّ من رئيسة المجلس الأعلى للجمارك بالوكالة ريما مكي والمدير العام للجمارك بالوكالة ريمون خوري ورئيس بلدية الحدث جورج عون ومستشارة وزير المالية عليا عباس ورئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيض بساط وأعضاء لجنة الإدارة في “الريجي” المهندس جورج حبيقة والدكتور عصام سلمان ومازن عبود والمهندس عماد بساط ومفوضة الحكومة لدى “الريجي” ميرنا باز والمراقبة المالية كارول يوسف.
وأوضحت “الريجي” من خلال فيلم تعريفيّ بالمحطة، أنها تشكّل مشروعًا استراتيجيًا لها “نظرًا إلى كونها تحقق زيادة كبيرة في نسبة اعتمادها على الطاقة الشمسية المتجدّدة في استهلاكها، إذ ترفعها من 20 إلى 40 في المئة، وتوفر بالتالي انخفاضًا ملموسًا في كلفة التشغيل، ووفورات مالية واسعة”.
وأشارت إلى أن “كلفة المشروع تناهز 2,5 مليون دولار، بعائد استثماري يصل إلى 35 في المئة سنويًا”، متوقعة “استرداد الكلفة خلال ست سنوات”.
واعتبر جابر “أن إدارة حصر التبغ والتنباك تعدّ واحدة من مؤسّسات الدولة، التي تطوّر نفسها بنفسها وتموّل ذاتها، وتموّل الخزينة أيضًا وتعمل لتنمية حقيقية، تزرع وتصنع وتورد، موفرة بذلك فرص عمل زراعية وصناعية وإدارية وتجارية، للكثير من القوى العاملة نساء ورجالًا وأبناء، يكسبون منها دخلًا عادلًا، وتكسب هي نتيجة عملهم وتخطيطها، ربحًا مدروسًا، رافدة الدولة بإيرادات لا بأس بها ولا بل هي من أفضل الإيرادات التي تصلنا”.
وأردف: “لنرسم صورة هذا الفلاح – المزارع، مزارع التبغ الذي يحوّل منزله في زمن جني الغلال إلى ورشة عمل، حين تتشارك العائلة بكبارها وصغارها، بنسائها ورجالها، كخلية تحضر المحصول الجاهز للتسليم. ونحن في وزارة المالية، وسّعنا دائرة انتشار أمانات السجل العقاري في صور والنبطية وجزين، ونعمل على تفريع الأمانات في باقي الأقضية لكي تصل الإدارة إلى الناس”.
وقال: “إنها خطوة متواضعة على طريق اللامركزية الإنمائية، لكن الأهم هو ملف الإعمار، الذي يبقى شغلًا شاغلًا لغالبية اللبنانيين وخصوصًا لشريحة مزارعي التبغ الصامدين في أرضهم، والذين تضرّرت منازلهم أو دمر البعض منها. شكلت الحكومة لجنة بدأت العمل الفعلي في تقدير الأضرار وكلفتها وآليات المساعدة، إلى جانب ما ننتظره من قروض، وفي مقدّمها قرض إعادة الإعمار بقيمة 250 مليون دولار مقدّم من البنك الدولي، من ضمن صندوق تأسيسي يصل سقفه إلى مليار دولار ساهمت فرنسا فيه إلى الآن بمبلغ 75 مليون يورو، وننتظر مساعدات الأصدقاء والأشقاء، الذين وعد البعض منهم بالاستعداد للمساهمة، إلى جانب ما يتطلّع إليه المستثمرون الذين التأموا قبل يومين في مؤتمر “بيروت واحد” الذي يبعث على الأمل بأيام واعدة”.
أضاف: “الريجي أعطت مثلًا مهمًا في الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص. وهي مؤسسة تملكها الدولة ولكن ممارستها كانت مختلفة إذ اتكلت على القطاع الخاص في الكثير من الأمور التي تقوم بها. وسياسة الحكومة الحالية أن تكون هناك شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص”.
أما سقلاوي، فقال: “المحطة الجديدة تؤكد أن الريجي اختارت أن تكون نموذجًا لما يمكن أن تفعله مؤسسة عامة حين تتوافر الإرادة، وتتجسّد الرؤية، ويصان القرار”.
من جهتها، أوضحت السبعلي أن “المحطة الهجينة تعتمد على أربعة مولّدات ديزل أوروبية الصنع بطاقة إجمالية تبلغ 4400 KVA إلى جانب نظام طاقة شمسية ينتج 1000 KVA ونظام تشغيل تحكم ذكي يضمن أعلى درجات الكفاءة”. وشدّدت على أن “الأثر ينعكس خفضًا في كلفة التشغيل، وتراجعًا في الانبعاثات، وضمانًا لاستمرارية التغذية”.



