للمرة الأولى منذ بدء الازمة في لبنان عام 2019 وانطلاق مسلسل انهيار الليرة اللبنانية التي قضى عليها الدولار الاميركي الذي شهد ارتفاعات متتالية مطردة في السوق السوداء منذ حوالى اربع سنوات
لأول مرة يستقر سعر صرف الدولار لمدة اربعة اشهر تقريباً حيث يثبت سعر صرف الدولار في السوق السوداء دون مئة الف منذ شهر اذار الماضي.
وان كثرت التحاليل و التوقعات حول سعر الصرف، الا أن جميع الخبراء يجمعون على ان سبب استقرار ه هو تدخل مصرف لبنان عبر منصة صيرفة.
فهل يستمر هذا الاستقرار بعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان و ماذا لو توقفت منصة صيرفة ما مصير سعر الصرف؟
في هذا الإطار رأى الخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديث للديار ان سعر صرف الدولار مرتبط بمصير حاكمية مصرف لبنان وما سيحصل في موضوع نواب الحاكم الاربعة الذين هددوا بالاستقالة في حال لم يتم تعيين حاكم جديد للمركزي وكذلك الامر مرتبط بكيفية التصرف مع التعاميم و بالتحديد مع منصة صيرفة.
ورأى جباعي ان منصة صيرفة هي الضابط الأساسي لسعر الصرف اليوم واي توقف في المنصة او تغير في سعرها او اسلوبها سيؤدي الى ارتفاع سعر الصرف سيما بعد انتهاء الموسم السياحي الصيفي مشيراً الى ان المغتربين سيغادرون لبنان في منتصف شهر اب المقبل وعندئذ ستنخفض الوفرة التي نشهدها في الدولارات اليوم.
وحذر جباعي اذا توقفت منصة صيرفة في 31 تموز الجاري سنذهب الى سعر صرف مرتفع للدولار مقابل الليرة بشكل واضح كما كان يحصل سابقاً سيما انه في ظل غياب الدولة اللبنانية عن اي قدرات مالية و نقدية واقتصادية الشيء الوحيد الذي يمكن ان يضبط سعر الصرف هو منصة صيرفة.
ويربط جباعي سعر الصرف بالدرجة الاولى بسعر منصة صيرفة حالياً بانتظار ما سيحصل في الوضع السياسي حيث من الواضح كما يقول جباعي ان الفراغ الرئاسي قد يطول.
ووفق جباعي نحن اليوم في مأزق نقدي وفي مرحلة نقدية خطرة وصعبة جداً تشبه مرحلة بداية الأزمة في العام 2019 عندما بدأ انهيار سعر صرف الدولار وقد تكون اليوم اكثر صعوبة يقول جباعي لأنه بعد اربع سنوات من الأزمة عادت الأسواق تشهد استقراراً وبدأت تتعود سعرا معينا لسعر الصرف.
كما تخوف جباعي من المزيد من التفلت في سعر الصرف والمزيد من التراجع في القدرة الشرائية للموظفين سواء في القطاع الخاص حيث لم ترتفع الرواتب اكثر من 20% ام في القطاع العام حيث لم تزدد الرواتب اكثر من 5 و7%.
وحذر جباعي من ان الوضع سيكون اكثر صعوبة في المرحلة المقبلة اذا لم يكن هناك حلول جذرية ولذلك يفضل جباعي الاستقرار في عمل المؤسسات خصوصاً مصرف لبنان لأن أي خلل في هذه المؤسسة التي هي الجهة الرسمية الوحيدة القادرة على التدخل في الاسواق سيؤدي الى المزيد من الارتفاع في سعر الصرف والمزيد من الازمات لأن البلد من دون رئيس للجمهورية والوضع السياسي غير مستقر.