جهود حكومية لتحفيز الشركات الناشئة على مواصلة أعمالها في مصر

أثار الإعلان عن قيد أول شركة أسسها شباب مصري وهي شركة سويفل بقيمة تزيد على المليار دولار في بورصة ناسداك العالمية ردود فعل مختلفة واسعة في مصر؛ فهناك من يرى أنها خطوة إيجابية تعزز سمعة المستثمرين المصريين وعلامة نجاح للشركة ومؤسسها.. ولكن هناك من هاجم مؤسس الشركة مصطفى قنديل على مواقع التواصل الاجتماعي، لقيامه بنقل مقر الشركة إلى مدينة عربية.

وتحرك الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري بعقد اجتماع مع مصطفى قنديل مؤسس شركة سويفل، والذي أكد فيه على فخره بأن الشركة مصرية وعلى دعم مصر للشركات الناشئة. وقال قنديل خلال لقائه برئيس الوزراء: “أفخر وأعتز بأن “سويفل” هي بالأساس شركة مصرية، شهدت مصر انطلاقتها الأولى، حيث استطعنا أن نحقق نجاحات مكنتنا من التوسع في أسواق أخرى، وأنا ثاني أصغر رئيس تنفيذي لشركة في بورصة “ناسداك الأميركية” حاليا، وتبلغ قيمة الشركة حاليا 1.5 مليار دولار ونسعى إلى زيادة هذه القيمة لتصل إلى 15 مليار دولار خلال العام المقبل”، مُضيفا أن السوق المصري يزخر بفرص الاستثمار المتنوعة، ويظهر ذلك جليا عبر قصص النجاح المُلهمة للعديد من الشركات الناشئة في مختلف المجالات.

وفي أعقاب هذا اللقاء عقد رئيس الوزراء اجتماعًا آخر مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي؛ لمتابعة الجهود التي تقوم بها شركة (مصر لريادة الأعمال والاستثمار)، أول شركة رأسمال مخاطر باستثمارات حكومية، في تعزيز بيئة ريادة الأعمال والابتكار ودعم الشركات الناشئة، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والشباب من ممثلي الشركات الناشئة، وهم، مصطفى قنديل، الرئيس التنفيذي لشركة “سويفل”، ويوسف فتحي، المدير المالي لشركة “سويفل”، وأحمد صبحي، المدير التنفيذي لشركة “Garment IO”، ومحمد منير الهاشمي، المدير التنفيذي لشركة “PayNas”، وأندرو إسكندر، المدير التنفيذي لشركة “Bypass”، وحسام الدين علي، المدير التنفيذي لشركة “فاتورة”، ومسؤولو وزارة التعاون الدولي وهيئة الاستثمار.

وأكد رئيس الوزراء حرص الحكومة وحرصه الشخصي على دعم الشباب المصري الذين تحولوا إلى قصص نجاح، ليس في مصر وحدها، بل في العالم أجمع، ليصبحوا نموذجا يُحتذى به لأقرانهم من الشباب المصري؛ مؤكدا أنه “بالمثابرة والتعب يستطيع الشباب بلوغ أحلامهم”. وجدد الدكتور مصطفى مدبولي التأكيد على استعداد الحكومة لتقديم الدعم الكامل للشركات الناشئة، وتذليل أية عقبات قد تواجه عملهم، فضلا عن تهيئة المناخ الملائم لهذه الشركات للعمل والنجاح.

وحول قرار نقل شركة سويفل لمدينة عربية وقيدها في بورصة ناسداك أكد ماجد شوقي خبير أسواق المال والاستثمار في مقال له أنه بقدر أن خبر طرح شركة سويفل رائع، إلا أنه جرس إنذار لطرفي المنظومة بمصر، الأول شباب وشابات ريادة الأعمال والشركات الناشئة والطرف الثاني القائمون على سياسات الاستثمار وسوق المال.

فبالنسبة لشباب وشابات ريادة الأعمال والشركات الناشئة بمصر، فإن مسيرة SWVL منذ نشأتها في مصر عام 2017 حتى طرحها في بورصة ناسداك هذا العام 2021 ستكون النموذج الذي سيحتذى به، بعد أن كان الجميع يتابع الشركات الناشئة العالمية، مسارها وتطورها ويأخذ من مؤسسيها قدوة أو نموذجًا لهم، وذلك في محاولة لتطبيق التجربة ولكن مع تطويعها للواقع المصري. وأشار إلى أن قصة سويفل تعطي الرسالة لشركاتنا الناشئة المصرية، هي أن مصر ستظل السوق الكبير والأساسي في المنطقة للانطلاق إقليميًّا ثم عالميًّا. كما أن السوق الأميركي، رغم بعده جغرافيًّا، فهو الأقرب لشركاتنا الناشئة للذهاب إليه لطرح الأسهم في إحدى بورصاته.

أما بالنسبة للطرف الثاني واضعي سياسات الاستثمار والقواعد التنظيمية لسوق المال المصرية فإن الرسالة المستوحاة من تجربة سويفل تعد بمثابة جرس إنذار. وأوضح أن الفرصة لم تفت فإننا لدينا كل الأسس والإمكانيات لجعل مصر المركز الإقليمي للشركات الناشئة وريادة الأعمال. فالتطوير يحتاج، ليس فقط للتطبيق، بل للتطور الفكري والرؤية بالجهات والهيئات واضعي ومطبقي السياسات والقواعد التنظيمية والرقابية لكي تتعامل مع هذه النخبة الشابة الجديدة من مجتمع الأعمال والاستثمار. وأخيرًا يؤكد شوقي على أهمية أن تلعب الدولة دور الحليف بقدر أكثر ما تلعب كرقيب في هذا الشأن.

مصدرالعربية
المادة السابقةأميركا تقر قانون البنية التحتية بقيمة تريليون دولار
المقالة القادمةزمن المقايضة عاد: الدواء مقابل الغذاء