ليس شح الدولار وعدم إقرار سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء وحدهما ما يعطّلان معمل دير عمار المتوقف تماماً عن العمل منذ نحو أربعة اشهر بعد نفاد الفيول أويل من خزاناته. ورغم وصول كمية من الفيول لإعادة تشغيل معامل الكهرباء، مطلع تشرين الأول الماضي، مع وعد بأن تصل ساعات التغذية الى ٤ ساعات، بقي المعمل الذي كلّف مئات ملايين الدولارات، وأُفرغت في خزاناته ثمانية آلاف طن من الفيول، متوقفاً عن العمل.
مصادر في المعمل عزت الأمر إلى أعمال الصيانة الدورية على المجموعة البخارية والتي ينص عليها العقد الموقّع بين الدولة ممثلة بمؤسسة كهرباء لبنان وشركة «برايم ساوث» المكلفة إدارة المعمل، على أن تتولى شركة «أنسالدو» الإيطالية أعمال الصيانة، متوقعة أن تستمر هذه الأعمال نحو خمسين يوماً.
غير أن مصادر أكّدت لـ«الأخبار» أن «خطأً تقنياً كارثياً وقع خلال أعمال الصيانة التي بدأت قبل نحو أسبوعين»، مشيرة إلى أن «برايم ساوث» كلفت شركة أخرى غير معروفة أعمال الصيانة بدلاً من «أنسالدو» التي اتفق عليها في العقد خفضاً للكلفة المادية. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنه أثناء أعمال الصيانة، وقع خطأ أدى الى تلف قطعة مهمة داخل التوربين البخاري تسمّى «روتار» تعدّ «العقل المشغّل» للمعمل، ما أدى إلى تعطل المجموعة البخارية، وإطفاء المجموعتين الغازيتين اللتين يتم عبرهما تحويل مادة المازوت الى بخار عبر المجموعة البخارية لتنتج عبره الكهرباء».
وبحسب المصادر، فإن «الكارثة لا تقتصر على تلف القطعة، وإنما في الكلفة العالية لاستبدالها، وفي أن مثل هذه القطع ليست جاهزة، بل تصنّع غبّ الطلب في إيطاليا، ويتطلب ذلك نحو شهرين ما يعني أن هذه المجموعة ستبقى خارجة عن الخدمة إلى شباط 2023 حتى لو تأمنت المحروقات اللازمة لتشغيل باقي المجموعات.