بعد السقوط الحرّ لليرة اللبنانية وفقدانها قيمتها بنسبة مئة بالمئة، ومناطحة دولار السوق السوداء عتبة الـ 50 ألف ليرة وتوقعات بانفلاته الى أرقام خيالية، تُجمع الآراء الاقتصادية أن لا حلول أو معجزات تفك عقدة الدولار وتضع حدا لجنونه، خارج إطار الانفراجات السياسية أولا، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الشغور، واستبدال الفراغ برئيس وحكومة اصيلة تعمل على تنفيذ الاصلاحات وخطة التعافي المالي وتمسك بزمام المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، مع ما يعكسه ذلك من تجدد ثقة الاسواق الخارجية بلبنان وعودة الاستثمارات تدريجيا اليه.
المشهد السياسي في الداخل لا يشي بأي تطورات ايجابية بل ان الخلافات بين المكونات الداخلية تزداد تعقيدا على وقع تبادل الاتهامات بالتعطيل، وتعميق الاصطفافات فيما بينها، وتجديد الدعوة الى جلسات الانتخاب تظل محصورة في إطار اللعب في الوقت الضائع، فمن غير المتوقع ان تشهد الجلسة النيابية بعد غد الخميس اي خروج من دائرة المراوحة، وتؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ “ليبانون فايلز” انه وبالرغم من الرهان على اهتمام دولي بالأزمة السياسية القائمة، وانتظار ما يمكن أن تؤدي إليه لقاءات الخارج بين عدد من الدول المعنية بالملف اللبناني، لاسيما في ظل انتظار انعقاد اجتماع اميركي، فرنسي، بمشاركة المملكة العربية السعودية ودولة قطر في العاصمة الفرنسية للبحث في قضية لبنان الرئاسية، إلا ان هذه الدول لديها اهتمامات اكثر إلحاحاً وأهمية، علما ان التعويل منصبّاً على الدور الفرنسي الذي يضغط باتجاه ايجاد مبادرات خاصة تجنب سقوط لبنان في المحظور.
ويخلص المصدر الى ان كلمة السر الخارجية أتاحت مؤخرا تأجيل انتخاب الرئيس حتى مطلع الصيف اي حتى حزيران المقبل، لاعتبارات كثيرة منها عدم نضوج تسويات اقليمية بقيادة المحاور التى تدير رعاياها في لبنان، وهي ترتأي ان ترسل دبلوماسييها خلال هذه الفترة، فيما من المرتقب ان ينشط حراك السفارات بشكل كبير.
وبالنظر الى الركود السياسي القاتل وما آلت اليه التطورات الداخلية الاخيرة، فإنه من المؤكد ان التعويل فقط هو على فرض تسوية خارجية، والى حينه، فإن بورصة الاسماء ستتراوح بين طرح شخصيات جدية واخرى للمناورة وتسجيل نقاط.