رغم الأزمات… وزير السياحة اللبناني يتوقع ارتفاع أعداد الزائرين في الصيف

أبدى وزير السياحة اللبناني وليد نصَّار تفاؤلاً إزاء قدرة بلاده على تأمين موسم سياحي ناجح، في ظل توقعات بارتفاع أعداد الزوار من الأجانب واللبنانيين المغتربين، على الرغم من الأزمة السياسية والمالية التي تمر بها البلاد.

وتوقع الوزير في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» أن يزور لبنان نحو مليوني سائح خلال موسم الصيف، مؤكداً أن ذلك سينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية في لبنان. وقال: «نحن بانتظار موسم سياحي صيفي واعد بعد النجاح الذي حققه الموسم السياحي في العام الماضي، حيث دخل لبنان أكثر من 1.7 مليون زائر، أدخلوا معهم كتلة نقدية بأكثر من ستة مليارات دولار». وأضاف: «من المتوقع أن يزور لبنان في الموسم الحالي نحو مليوني سائح ووافد، يحملون معهم كتلة نقدية تقارب عشرة مليارات دولار».

ووسط منافسة إقليمية من تركيا وقبرص، أكد نصار أن لبنان يقدم خدمات وميزات سياحية منافسة. ومضى قائلاً: «رغم الظروف الراهنة في لبنان، فإنه لا يزال يشكل عاملاً تنافسياً بالنسبة لدول الجوار، فتنوع تصنيفات المؤسسات السياحية تسمح لمختلف الفئات الاجتماعية بالقدوم إلى لبنان، بالإضافة إلى قرب مسافات المناطق السياحية التي تسهل على السائح زيارة عدة مناطق في يوم واحد. من جهة ثانية ما زالت الأسعار في لبنان هي الأوفر مقارنة مع دول الجوار».

رغم الأزمات

يعاني لبنان من واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم، فضلاً عن فراغ رئاسي بعد أن فشل البرلمان أمس (الأربعاء) في انتخاب رئيس للمرة الثاني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وإضافة إلى ذلك، تدير لبنان أيضاً حكومة تصريف أعمال منذ الانتخابات البرلمانية العام الماضي بقيادة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

وقال وزير السياحة: «رغم الظرف الحالي، إلا أن الأمن مستتب، وهذا يشكل عامل اطمئنان للزائر».

وفي أبريل (نيسان)، أعلن مجلس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان جاهزية القطاع لاستقبال صيف 2023، وافتتاح وإعادة افتتاح أكثر من 250 مرفقاً سياحياً، من فنادق وبيوت ضيافة ومنتجعات سياحية ومطاعم وأماكن للسهر.

وأوضح نصار: «مما لا شك فيه أن الوضع الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على استمرارية عمل المؤسسات، إلا أن نسبة الإشغال في معظم المؤسسات كبيرة وشبه مكتملة. المؤسسات السياحية تعمل جاهدة من أجل الاستمرار، غير أنها ما زالت محافظة على جودة تقديم الخدمات وحسن الاستقبال».

ويرى الوزير أن للمهرجانات دوراً كبيراً في جذب السياح كونها تمتد على مختلف المناطق اللبنانية.

وتابع: «نشهد هذا العام عودة قوية للمهرجانات المحلية والدولية، بالإضافة إلى النشاطات الاحتفالية. على تقويم السنة، لدى الوزارة 82 مهرجاناً محلياً ودولياً ونشاطات احتفالية محلية، مما يساهم في جذب السياح وزيادة عدد الزائرين».

المغتربون

يلعب المغتربون اللبنانيون دوراً كبيراً في دعم الاقتصاد، سواء عن طريق تحويلاتهم من العملة الصعبة أو عند زيارة الأهل والأصدقاء في بلدهم الأم والمشاركة في الأنشطة السياحية.

وقال وزير السياحة: «تشكل نسبة المغتربين اللبنانيين 75 في المائة من إجمالي عدد القادمين، مما ينعكس إيجاباً على القطاع السياحي، حيث تنشط من خلالهم السياحة الداخلية برفقة الأهل والأقارب وترتفع نسبة إشغال المؤسسات السياحية».

ويعد لبنان وجهة جذابة أيضاً للسياحة العربية، وخاصة من مصر والعراق، وأكد نصار أن السياح العرب يمثلون النسبة الأكبر من السياح الأجانب في لبنان.

وأضاف: «بالنسبة لدول الخليج العربي، فقد لمسنا خلال زياراتنا الأخيرة إلى السعودية والأردن محبة الأشقاء العرب للبنان، ونعمل على إعادته إلى حاضنته العربية».

وكان وزير السياحة اللبناني قد كشف في وقت سابق أن الوزارة ستفتتح مكتباً في مركز منظمة السياحة العربية في جدة بالسعودية، بينما من المنتظر أن تفتح المنظمة مكتباً لها في بيروت.

وواجهت السياحة اللبنانية صعوبات في الأعوام القليلة الماضية بعدما تزامن الإغلاق الناجم عن جائحة فيروس «كورونا» في 2020 و2021 مع انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب)، وهي حادثة هزَّت البلاد وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 220 شخصاً.

وقال نصار: «نستطيع القول إن لبنان في العام الماضي وهذا العام قد استعاد عافيته سياحياً، وعدد الوافدين يقارن بأفضل الفترات السابقة للجائحة وانفجار مرفأ بيروت».

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةالأسعار تدفع البلدان الفقيرة للتقشف الغذائي
المقالة القادمةرئيسة البنك المركزي الروسي تتحدث عن تغيرات في السوق المالية العالمية