لا شك أن سهام العدوان الاسرائيلي على لبنان طالت كل اللبنانيين، ولو أن شظاياه لم تصل بعد الى كل البلدات، والمشهد في الحقيقة هو أكثر من مؤلم… شهداء وقرى مهدّمة وفقدان لجنى العمر بأوقات تعدّ الأصعب. نعم، لبنان لم يعد يتحمّل ولا الناس، ولكن هذه كأس هم مجبورون على تجرّعها، لأننا نعيش بجوار عدوّ متعطّش للدماء.
منذ أسبوع وحتى الساعة، حالة نزوح كثيفة جراء الإعتداءات الاسرائيليّة، والناس تهافتت على المحال التجارية، خوفاً من تأزم الوضع وأن يؤدي الى إنقطاع المواد الغذائية، كذلك بالنسبة إلى أعداد السيارات على محطّات البنزين، والتي تزايدت بشكل كبير أيضاً، خوفاً من أن تنقطع تلك المواد.
هذه هي حال طرقات الجنوب أيضاً، التي شهدت محطّات الوقود فيها ازدحامًا نتيجة نزوح الجنوبيين عن قراهم إلى العاصمة ومناطق كسروان وصولا الى جبيل وعاصمة لشمال طرابلس وعكار وغيرهم من المدن. وهنا يشير ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، عبر “النشرة”، إلى أن “المحروقات مؤمّنة ولا داعي لأن تهرع الناس إلى محطات الوقود لأن هذه المواد لن تنقطع”، لافتاً إلى أنه “حتى الساعة البواخر تصل بشكل عادي، كما أنّ البضاعة متوفّرة ولا يوجد أيّ مشكلة والمخرون الموجود حالياً يكفي لشهر بأقلّ تقدير”.
مشهد المحروقات هذا يقابله مشهد من نوع آخر يتعلق بالغذاء، وإحتمال انقطاع المواد الغذائيّة. وهنا يشير نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إلى أننا “بحالة حرب ولكن يجب النظر إلى سلسلة التموين، لمعرفة إذا ما كان هناك مشكلة حول المواد الغذائية وهي المطار، المرفأ، الطرقات، المحروقات، الاتصالات، وأمن المستودعات، وهذه كلّها حتى الساعة لا تزال متوفّرة بشكل كبير”، مؤكداً أنه “في الوقت الراهن لا يوجد لدينا أيّ مشكلة، ورغم أن الغارات طالت بعض المناطق إلا أن هناك مناطق أخرى تسير فيها الأمور بشكل عادي”، مشدداً على أن “البضائع لا تزال ترد إلى لبنان، ومرفأ بيروت يعمل بشكل طبيعي”، لافتاً إلى أنه “حتى الحركة في السوبرماركت تعتبر طبيعيّة والرفوف جميعها ممتلئة”.
في مقابل هذا كلّه وكما تجري العادة عند كلّ استحقاق يبدأ الإحتكار. ويلفت سامي (إسم مستعار) إلى أنه “في جولة بسيطة لشراء بعض الأغراض تفاجأ بارتفاع الأسعار بشكل كبير، مثلاً إرتفاع أسعار الحامض إلى 170 الف ليرة … فلماذا هذا الارتفاع”؟. هنا يشرح بحصلي إلى أن “السوبرماركت يؤكدون أنه، في الأيام الأربعة الماضية، لم يتم رفع الأسعار من قبل أصحابها، وكذلك لا التجار ولا المستوردين لجأوا إلى رفعها”.
“النشرة” حاولت الاتصال بمدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر للوقوف على آخر الاجراءات، التي اتخذتها الوزارة من أجل مراقبة ارتفاع الأسعار وعدم الاحتكار، لكننا لم نلق جواباً.
يبقى أن الاحتكار والطمع والجشع على سبيل المثال رفع سعر ربطة الخبز من 6 أرغفة الى 200 الف ليرة في بعض الأماكن في النبطيّة، وقفزت بعض المواد الأساسية كالطحين والسكّر والبيض بنسبة 20 الى 25 بالمئة.
في المحصّلة، الوضع صعب ولكن حتى الساعة لا أزمة مواد غذائيّة أو حتى محروقات، على أمل عدم تكرار ما حصل ويحصل في كل مرة من احتكار وغلاء أسعار…