طبعاً لا يُمكن اعتبار ما يحدث في لبنان شبيهاً بأيّ مما يحصل في بلدان أخرى في العالم، لانه يحتاج للنهوض الى خطة سريعة تساعده على ايقاف الإنهيار، ولكن للأسف كل ما نراه يومياً لا ينذر بأن هناك أي أمل بالتقدّم… فكيف مثلاً لمطار بيروت أن يقفل ليلاً؟ عوضاً عن هذه الخطوة التي ستعيد لبنان أشواطا الى الوراء على لبنان أن يطبق ما يقوم فيه بمطار بيروت على بقية المرافق البحرية، بمعنى آخر زيادة تنافسية البلد.
يشدد المراقبون على أهمية زيادة التنافسية لتعزيز الإقتصاد، وكما مطار بيروت يعمل 24/24 على الدولة اللبنانية أن تقوم بهذه الخطوة في بقية مرافقها، معتبرين أنه في ظل الانهيار الحاصل يجب أن نزيد التنافسية وهذا أمر ضروري جداً وهام، مشددين على أن “ما يحصل في المطار غريب، حيث لا يوجد مطارات في العالم تقفل ليلاً باستثناء مطار هيثرو، فهل يقبلون أن يكون مطار لبنان هو الثاني في العالم الذي يقوم بذلك، مع العلم أن إقفال مطار هيثرو لا يُقفل البلد”، مؤكدين أن “الرسوم التي كان يتقاضاها المطار كانت بالدولار الفريش ولا تزال كذلك، بمعنى آخر لم يتأثر المطار بموضوع ارتفاع وانخفاض سعر الصرف أو الأزمة، والموظفون هم أنفسهم، فلماذا يتغيّر الموضوع اليوم؟ وما المانع من دفع رواتب الموظفين بكاملها بالدولار وكما كانت قبل الأزمة”؟.
في قصّة زيادة تنافسية البلد، يؤكد الوزير السابق فادي عبود أن “موضوع الكهرباء والطاقة أساسي، ولبنان أغلى بلد بالطاقة في العالم، وتحديداً الطاقة الصناعية أي الكهرباء، فعادة تكلفتها للمصانع هي أقلّ من المنازل، لكن فقط في لبنان فانّ الكهرباء المستعملة في المصانع أغلى من المنازل، وهذا له أثر سلبي كبير جدا على تنافسية البلد”، مضيفاً: “كيلوات الكهرباء في لبنان يكلفنا حوالي 30 سنتاً بينما في مصر يكلّف 4 سنتات مثلاً، وفي الخليج تقريباً لا يفوق الـ7 سنتات”.
مسألة التنافسية لا تقف فقط عند حدود الكهرباء، فهناك أيضاً مسألة الإستيراد والتصدير وهذا أمر يجب معالجته. وهنا تشير مصادر مطلعة على القضيّة الى أن “الاستيراد والتصدير أمر أساسي في تحسين وضع البلد، من هنا على الدولة اللبنانية وضع خطة ترتكز أولا وبشكل أساسي على موضوع زيادة دوام العمل في جميع المرافق الحيويّة، لأن هذا الأمر سيكون له تأثير أساسي على عمليّة الاستيراد والتصدير التي تحصل وبالتالي سيكون له إنعكاسه بشكل مباشر على الاقتصاد”.
في المحصّلة عملية الاصلاح أساسية في لبنان ولكن عليها أن تترافق مع وضع خطط على المدى الطويل وزيادة التنافسية للنهوض، واللافت أن لبنان هو أغلى بلد يُدفع فيه ثمن الخدمات التي يتقاضاها المواطنون من الكهرباء الى الاتصالات وغيرها…