تحاول المؤسسات في مختلف القطاعات الاقتصادية حماية استثماراتها وموظفيها من تأثيرات الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان. وتلجأ العديد منها، لاسيّما الأجنبية، إلى تقليص عدد موظفيها عبر نقل بعضهم إلى دول قريبة من لبنان، مثل تركيا وقبرص، إما للعمل في الفروع هناك، أو تمهيداً لنقلهم إلى دولهم الأم. وضمن هذا السياق، تأتي الخطوة التي قامت بها شركة “سيتي غروب” وهي البنك الأميركي الوحيد الذي لا يزال يعمل في لبنان. فالبنك قام بنقل عدد من موظفيه إلى تركيا، إثر تصاعد وتيرة الحرب في لبنان، مع الإبقاء على العدد الأكبر منهم في لبنان، والاستمرار في تقديم خدماته.
وأشار مدير وحدة الدراسات في بنك بيبلوس نسيب غبريل، إلى أن هذا الإجراء “أكثر من طبيعي في ظل هذه الظروف. وكان من المنتظر أن يعلن البنك هذه الخطوة في وقت سابق”. وطمأنَ إلى أن نقل الموظفين إلى تركيا “لا يؤثِّر على الاقتصاد اللبناني أو القطاع المصرفي، خصوصاً وأن البنك لم يعلن إقفال الفرع أو إجلاء كل الموظفين”.
وللتقليل من نتائج هذه الخطوة، ذكَّرَ غبريل بأن “عدداً من المصارف الأجنبية بدأت بإقفال فروعها في لبنان تباعاً، قبل الأزمة الاقتصادية في العام 2019، نظراً لتقليص اهتماماتها بالأسواق الناشئة والتركيز على الأسواق الواعدة، وبالتالي فإن خطوة “سيتي غروب” ليس فيها أي خطورة على السوق اللبناني“.
ولفت غبريل النظر إلى أن هذه الشركة الأميركية التي تقدّم الخدمات المالية “لا تملك فروعاً في المناطق اللبنانية، ولا تعمل كأي مصرف لبناني، بل ترتكز أعمالها على إدارة الثروات وتسليف الشركات والمستثمرين”.