سيناريوهات ثلاثة لنتائج عملية الحفر بالبلوك 9: هل يُحالفنا الحظ؟

من المفترض أن تصل الى ​لبنان​ منتصف شهر آب الجاري السفينة التي ستتولى حفر البئر الإستكشافي في البلوك 9 للبحث عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية بعد طول انتظار، وهو ما قد يعني بحال لم تحصل تعقيدات، تؤجّله أو تعطّله، انتقال لبنان من مرحلة الى اخرى تختلف تماماً عن المئة عام التي عاشها سابقاً، هذا ما يأمله اللبنانيون على الأقل الذين يعانون من ازمة اقتصاديّة ضخمة بدأت عام 2019 ولا تزال مستمرة.

من الجيد أنّ شركة ​توتال​ قد قرّرت بعد تفكير طويل باعتماد مرفأ بيروت كقاعدة لوجستية لدعم عملها في البحر اللبناني، بعد أن كادت تعتمد، بشكل غير مفهوم، على قبرص بهذه المهمّة، وبعد 90 يوماً وهي المدة التي حددتها لإعطاء نتيجة الحفر، سنكون بحسب الخبيرة في مجال حوكمة ​النفط والغاز​ في ​الشرق الاوسط​ وشمال افريقيا لوري هايتايان أمام سيناريوهات ثلاثة: “الأول هو ألاّ يكون هناك وجود للغاز أو النفط، وهذا أمر طبيعي فهناك الكثير من البلدان والمناطق التي تحفر اكثر من مرة للاكتشاف، وكافة الشركات تعرف هذا الموضوع، حيث يعتبر من المخاطر، أما الثاني فهو أن تظهر النتائج وجود مكمن للغاز او النفط ولكن أن يكون المخزون صغيراً أي وجود كميات لا تسمح بتطوير ما اكتشف، اما الثالث فهو الحفر واكتشاف النفط او الغاز بكمّيات كافية”.

تُشير هايتايان عبر “النشرة” الى أنه بالسيناريو الأخير هناك احتمال:

1-ان يكون المكمن والحدود له داخل المنطقة الإقتصادية اللبنانية، واتوماتيكيا يطبق على هذا الإكتشاف ما تم الاتفاق عليه بين ​الحكومة اللبنانية​ وتجمع الشركات التي تعمل في الحقل 9 ، ويمكنهم عندها الانطلاق بالحديث عن التطوير والنتائج.

2-أن يكون المكمن مقسوماً بين لبنان و​اسرائيل​، وعندها علينا ان نطبق اتفاق ​ترسيم الحدود​ الذي حصل بين بيروت وتل أبيب، والذي يقول في هذه الحالة أنه يجب على شركة توتال والحكومة الاسرائيلية ان يعقدا اتفاقا ماليًّا على حصة اسرائيل من المكمن المشترك، ويكون هذا الاتفاق أساسياً قبل بدء التطوير، وهنا قد نكون أمام مشكلة!.

هذه السيناريوهات هي ما ينتظر لبنان في ملفّ النفط على المدى القريب، بعدها سيكون للحديث عدة أبعاد تتعلق بتفاصيل عملية الانتاج وما هي البنى التحتية التي تفكر بها شركة توتال، فهل تكون المنصة مبنيّة أم لا؟ وكم يحتاج البناء من وقت؟ وماذا عن الاسواق الداخلية والخارجية لتصريف الإنتاج؟ وعبر أي خط؟ فإن كان الخط العربي الذي ينطلق من لبنان الى سوريا والى الاردن ومصر، فهل يحتاج الى تطوير وتوسعة أم هو قادر على القيام بالمهمة؟.

كثيرة هي الأسئلة التي تحدد متى وكيف يبدأ لبنان بالإستفادة من الملف النفطي ولو قبل الانتاج الفعلي، لكن ماذا عن باقي الحقول ولماذا لم يُصار بعد الى تلزيمها لكي يكون العمل متزامناً، وماذا عن العمل بالبلوك رقم 4، فهل نكتفي بتجربة حفر وحيدة لكي نجزم بأنّ الحقل لا يحتوي على كميات تجاريّة من الغاز؟!.

 

مصدرالنشرة
المادة السابقة“فضيحة” الضمان الاجتماعي: كلفة الرواتب والتشغيل لحوالي 1000 موظّف توازي كلفة الطبابة لجميع اللبنانيين
المقالة القادمةالانترنت في لبنان من الأغلى عالمياً بالنسبة لمعدل الأجور