وجهت كل من “غوغل” و”سوني” وغيرها من شركات التكنولوجيا، أنظارها إلى تقنية العدسات اللاصقة الإلكترونية، فمن المتوقع أنها ستكون شائعة في المستقبل. ويرى المفكر والمؤلف ريتشارد واتسون أنه من الممكن وبسبب تلك العدسات الذكية، أن نستغني عن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وحتى العقاقير والطب والتفاعلات الاجتماعية، فمثلًا يمكن مراقبة حالات مرضى السكر من خلال فحص الدموع وتحديد مستوى السكر في الدم وإرسال البيانات إلى جهاز خارجي أو مستشفى محلي، ويمكن من خلالها أيضا التحكم في كل شيء التلفزيون وغيره.
وأشار التقرير إلى أن البعض قد يستبدل ارتداء العدسات كأكسسوار مؤقت والبدء في زراعتها جراحيًا، وإزالة أجزاء من أعيننا بطريقة لا عودة فيها. وأضاف التقرير أن عدسات الاتصال الذكية قد تكون وسيلة ملائمة جدًا للوصول إلى المعلومات أو الحقائق دون الحاجة إلى شاشات خارجية أو أجهزة يتم التحكم فيها باليد، فيمكن عرض خرائط “غوغل” أو تطبيق الكتابة مباشرةً أمام عينيك، أو تتحول إلى كاميرات فيديو ضعيفة بعض الشيء، فتلتقط جزءًا وتفقد الآخر، وتتيح لك الرؤية في الظلام، ما يجعلها محط أنظار الجيش.
وتلك العدسات الذكية ستمنحنا الكثير، فتشمل تطبيقات ألعاب وترفيه للبالغين. وقد يجدها الجراحون مفيدة لأنهم يمكنهم إجراء فحوصات بالأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي دون الحاجة إلى إزالة أيديهم أو النظر من داخل المريض، وقد تصل الشرطة إلى التاريخ الإجرامي للمشتبه به أثناء إلقاء القبض عليه.
وعلى الرغم من تلك المزايا، إلا أن مخاطر تلك التقنية أكبر بكثير، فلا زال هناك بعض القضايا المتعلقة بأمان البيانات والخصوصية، كما هو الحال مع الطب الرقمي بشكل عام. لكن المسألة الأهم هي ما قد يعنيه ارتداء العداسات الذكية للتفاعل البشري، حيث ستسمح لك البحث عن بيانات المحيطين بك، وتسجيل الآخرين دون علمهم.
أما الخطر الحقيقي فيكمن في تحكم الشركات المسؤولة وفقًا لأهتمامتها والضرورات المالية لها، فمثلًا تلك البيانات التي ستظهر عنك للآخرين ليس بالضروري أنها حقيقية عنك، بل هي من وجهة نظرهم.