تأثرت شركة “رولز رويس” البريطانية بشدة بجائحة كورونا، وتكبّدت خسارة قياسية نصف سنوية، بلغت 5.4 مليارات جنيه إسترليني (7 مليارات دولار تقريبا)، مما أدى إلى تغييرات كلفت آلاف الوظائف.
وقد تضررت الشؤون المالية لصانع المحركات، بسبب انهيار الطلب على الرحلات الجوية، فتضررت الإيرادات بالإضافة إلى شطب رسوم ضخمة وتكاليف إعادة الهيكلة، وهو ما ينذر بمستقبل مضطرب.
وقالت شركة “رولز رويس”، إنّ عمليات تسليم المحركات الكبيرة، انخفضت بنسبة 50% في الأشهر الستة الأولى من العام. كما أدى إيقاف طائرات الركاب إلى خفض ساعات الطيران إلى النصف، مما أضرّ بإيرادات الشركة، حيث إنّ شركات الطيران تدفع بناءً على مقدار استخدامها للمحركات.
وأكدت الشركة أنّ جائحة فيروس كورونا، أثّرت بشدة على الأداء في النصف الأول من العام، وتوقعاتها على المدى المتوسط. كذلك، انخفضت الأسهم بنسبة 8% في التعاملات الصباحية.
وقالت الشركة، في مايو/ أيار الماضي، إنها تخطط لإلغاء تسعة آلاف وظيفة، أي ما يقرب من خمس قوتها العاملة العالمية، بسبب الوباء، وقالت، في إعلان نتائجها، إنّها ألغت أربعة آلاف وظيفة حتى الآن.
ومن المتوقع، أن تلغي حوالي ستة آلاف وظيفة في المملكة المتحدة. وأعلنت الشركة أنّ 1500 وظيفة، ستتأثر في مواقع في منطقة ديربي ونوتنغهامشاير، بالإضافة إلى 350 وظيفة في بارنولدزويك في لانكشاير.
وأضافت الشركة، أنّ الطلب على المحركات الكبيرة سيظل دون مستويات عام 2019 حتى عام 2025، وحذرت من عدم اليقين المادي، الذي يسببه الوباء، الذي قد يلقي بظلال من الشك على مستقبلها.
وقالت المجموعة، التي تتخذ من ديربي مقراً لها، إنّ خسارة النصف الأول من العام، بلغت 5.4 مليارات جنيه إسترليني مع الأشهر الستة الأولى من عام 2019، حيث لم تتجاوز الخسائر مبلغ 791 مليون جنيه إسترليني.
وتخطط الشركة الآن لبيع الوحدة الإسبانية ” ITP Aero” (مصنع المحركات الهوائية والتوربينات الغازية الإسبانية)، فضلاً عن أصول أخرى، لجمع ما لا يقل عن ملياري جنيه إسترليني.
في هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي للشركة، وارن إيست، في مؤتمر عبر الفيديو للشركة، إنّ جائحة “كوفيد 19″، أثرت بشكل كبير على الأداء لعام 2020، إلى جانب تأثير غير مسبوق على قطاع الطيران المدني وتوقف الرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح: “لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في إعادة الهيكلة، التي تتضمن أكبر إعادة تنظيم لأعمالنا في مجال الطيران المدني في تاريخنا… وإعادة الهيكلة هذه دفعتنا إلى اتخاذ قرارات صعبة، نتج عنها تقليص مؤسف لكن ضروري”.
ولفت إيست أيضًا إلى أن الشركة اتخذت المزيد من الإجراءات، لتعويض ضربة فيروس كورونا. وقال: “في ضوء حالة عدم اليقين المستمرة في قطاع الطيران المدني، نواصل تقييم الخيارات الإضافية لتعزيز ميزانيتنا العمومية، لنتمكن من الخروج من الوباء في وضع جيد، والاستفادة من الفرص طويلة الأجل في جميع أسواقنا”.
وكانت شركة “رولز رويس”، قد أعلنت عن أكبر خسارة لها في عام بأكمله بقيمة 4.6 مليارات جنيه إسترليني، قبل ثلاث سنوات بعد أن حجزت رسومًا محاسبية ضخمة لعام 2016 مرتبطة بتقلبات أسعار العملات. وشكلت رسوم محاسبية مماثلة، بقيمة 2.6 مليار جنيه إسترليني، جزءًا من أحدث النتائج المالية التعيسة.