البارحة، وصل عدد من سجلوا اسماءهم في طرابلس على عريضة يطلبون فيها إقالة المحافظ الى 2500 ويحتاجون بعد الى 2500 اسم من أجل رفعها الى المراجع مطالبين بالإقالة. والبارحة كان أهل كفريا، في قضاء الكورة، يراقبون عمالاً أرسلوا مع معاولهم، بتغطية من المحافظ، للمضي في مشروع بناء مزارع الدجاج في القرية التي كانت هانئة. الحانقون كثيرون. والكلام عن فساد وسمسرات وأسلوب فيه كثير من البطش يصدح هنا وهناك. وفي كلِها يبرز نفس الإسم مجدداً: المحافظ رمزي نهرا.
سركيس عبدالله، إبن كفريا يجيب: “يدور الخلاف حول قطعة أرض في كفريا بيعت الى شركة دجاج “ويلكو” التي تروج منتجاتها تحت إعلان “دوق الفرق”. صاحب الشركة حصل على ترخيص غير مسبوق من سعادة محافظ الشمال، ما أدخلهم في صراع مرير وطويل معه، فهو دعم الشركة من كل الجوانب، على الرغم من تقارير متتالية من اللجان الطبية التابعة لوزارة الصحة، أيام جميل جبق، كشفت أن الأرض غير صالحة لقربِها من المساكن. وزارة الصحة طالبت بوقف الأعمال وحوّلت قرارها الى الداخلية التي طلبت من المحافظ وقف الأعمال. لكنه لم يُبلّغ شركة “ويلكو” به إلا متأخراً، بعدما حفروا الأرض وبنوا مزرعة من أصل 12 مزرعة ينوون تشييدها هناك. ويسترسل سركيس في متابعة السرد “ان أثناء الحفر عُثر على آثارات قديمة فذهبنا الى مدير عام الآثار سركيس خوري وأبلغناه لكن، استمرت الأعمال، بأمرٍ من المحافظ الذي يتصرف وكأنه رئيس جمهورية الشمال. وبعد ضغوطات كثيرة، من أكثر من جهة، تريثوا. مع العلم أن كتاب وزارة الصحة كان قد منع الرخصة واعتبر الأعمال باطلة مئة في المئة”. لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.
اليوم، ها قد عادت شركة الدجاج الى أعمالها بتغطية من المحافظ. يحصل هذا على الرغم من حصول الأهالي على قرار آخر، جديد، من وزارة الصحة يطالب بإيقاف العمل. فهل “ويلكو” قوية الى هذه الدرجة أم أن المحافظ أقوى من كل القرارات؟
في الختام، مزرعة الدجاج التي يصرّ المحافظ على فرضها بالقوة لن تمرّ إلا على جثث الأهالي. وهي ستضم، إذا مرّت، مليون و 200 الف طير ومسلخ، وستبدل شكل القرية وتشقلبها رأسا على عقب. وهذا ما لن يقبلوا به. لهذا ها هم يرددون اليوم: اللهمّ إننا بلغنا.