الغلاء طال كل شيء، حتى قنينة التوت وقنينة الخرنوب والجلاب، وهي العصائر التي يحبها الطرابلسيون على موائد إفطارهم ويفضّلونها على كل أنواع المشروبات الغازية، ارتفعت أسعارها هي الأخرى وصار الكثيرون يحسبون لها حساباتها خصوصاً ذوي الدخل المحدود أو من لا دخل لهم في الأصل. تخيّل أنّ قنينة التوت التي كانت بسعر 3000 ليرة في رمضان السنة الماضية، صارت هذه السنة بـ 10.000 ليرة وكذلك قنينة الخرنوب والليمون والجلاب والرمان، جميعها تضاعفت أسعارها. وبعدما كانت مشروب الغني والفقير في رمضان، صارت على الفقراء صعبة المنال.
كانوا ينتشرون في كل الأماكن والشوارع والأزقة، إنه سوق عمل ومهن ولو كان موقتاً لهؤلاء؛ ولكن خارج رمضان يكون عددهم أقل بكثير، وهم معروفون في أي منطقة يتواجدون ولكن البيع والطلب على هذه العصائر يكون أقل بكثير عما هو في شهر رمضان المبارك. في هذا الشهر حُرم العديد من الشبّان من العمل في العصائر بفعل ارتفاع أسعارها وارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في تركيبتها. أبو الفهد بائع عصير لديه محل ثابت في منطقة التل قبل أمتار من ساحة النور. يعتبر أبو الفهد أنّ الوضع هذه السنة اختلف كثيراً وأوضاع الناس صعبة. وأوضاعنا كبائعين أيضاً ليست أفضل، فالدولار أثّر على كل شيء. اضطررنا لرفع سعر العصير الرمضاني لأنّ كل مكوناته ارتفعت، من سكر وماء ومواد تركيب وغيرها. القنينة الفارغة سعرها علينا اليوم 2000 ليرة”.
ويشير أبو الفهد إلى “أنّ هناك فرقاً كبيراً في المبيع بين رمضان العام الماضي وهذه السنة، فقد تراجعت مبيعاتنا أكثر من النصف، وهناك الكثير من العائلات التي كانت تشتري 5 قناني أو 10 منها عند كل إفطار، تراها اليوم تشتري قنينة واحدة أو اثنتين في أحسن الأحوال؛ ولو أن الإفطار يحلو من دون العصير الرمضاني لما كانوا اشتروه من الأصل”. وعن الأسعار لديه يقول أبو الفهد “إنه يسعّر التوت بـ 10 آلاف، الخرنوب 9 آلاف، الجزر 8 آلاف، السوس 5 آلاف، وتعتبر هذه الأسعار رمزية قياساً الى التكاليف التي ندفعها والغلاء الذي وصلنا إليه، لكن في النهاية علينا أن نراعي ظروف الناس وظروفنا في نفس الوقت على مبدأ لا يموت الديب ولا يفنى الغنم”.