أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن قوة الطلب ورفع القيود المفروضة على السفر مع توقعات بتسليم طائرات جديدة خلال هذا العام ستشكل عوامل رئيسية لتعافي قطاع الطيران هذا العام.
ولاحظ الاتحاد من خلال إحصائيات جديدة نشرها الثلاثاء أن هناك تسارعا في وتيرة انتعاش رحلات السفر الجوية بالتزامن مع موسم الصيف المزدحم في نصف الكرة الشمالي.
وتستند تلك التقييمات على ارتفاع إجمالي حركة المسافرين عالميا بواقع 68.7 في المئة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
وساهم تخفيف القيود المفروضة على التنقل بمعظم دول آسيا في تسريع وتيرة تعافي حركة السفر في مايو الماضي والتي زادت بواقع 325.8 في المئة بمقارنة سنوية.
وقادت شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ النمو إذ حققت ارتفاعا بنسبة 453.3 في المئة بحركة المسافرين.
وفي حين سجلت شركات الطيران الأوروبية انتعاشا بنحو 412.3 في المئة خلال مايو على أساس سنوي، تعافت شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 317.2 في المئة.
كما ارتفعت السعة، والتي تقودها كل من طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي والخطوط القطرية، بنسبة 115.7 في المئة خلال الشهر ذاته.
وشهدت شركات الطيران في أميركا الشمالية كذلك تحسناً في حركة السفر بنسبة 203.4 في المئة، فيما سجلت شركات الطيران في أميركا اللاتينية ارتفاعا بواقع 180.5 في المئة.
وكانت شركات الطيران الأفريقية الأقل نشاطا رغم أنها حققت ارتفاعا بنسبة 134.9 في المئة في إيرادات الركاب.
وتتوقع إياتا زيادة أعداد المسافرين هذا العام بنسبة 83 في المئة من المستويات المُسجلة قبل الجائحة، مع تسجيل أحجام الشحن لأرقام قياسية عند 68.4 مليون طن رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
وقال ويلي والش مدير عام إياتا لبلومبرغ عشية الاجتماع السنوي لرؤساء شركات الطيران بالدوحة الشهر الماضي إن “الشركات تستطيع مواصلة تعافي أعمالها من أزمة كورونا حتى في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي”.
وأكد أنه يجب استمرار تعافي الطلب نتيجة إزالة قيود السفر، بغض النظر عن الضغوط المالية على المستهلكين.
ولم يخف والش وجود رياح معاكسة لا يمكن تجاهلها رغم أن التوقعات إيجابية للغاية، حيث تؤكد كافة الأبحاث التي تجريها إياتا رغبة الناس في العودة إلى السفر بالطائرة.
ورصد الاتحاد تراجع خسائر القطاع عالميا إلى 9.7 مليار دولار قياسا بالتوقعات المسجلة في أكتوبر الماضي بوصول الخسائر إلى 11.6 مليار دولار.
ويُعد هذا تحسنا عن الخسائر بقيمة 137.7 مليار دولار بهامش صافي خسارة عند 36 في المئة في 2020 و42.1 مليار دولار بهامش خسارة عند 8.3 في المئة بنهاية العام الماضي.
ويرتبط التحسن في التوقعات المالية بإبقاء التكاليف ضمن زيادة لا تتجاوز 44 في المئة بينما ترتفع الإيرادات إلى 55 في المئة.
وإلى جانب ذلك القدرة على مواصلة ضبط الإنفاق مع عودة القطاع إلى مستويات الإنتاج الطبيعية وتوقعات بمواصلة اتخاذ تكاليف الوقود منحنى تصاعدي لفترة.
وحدد خبراء إياتا عددا من العوامل تساهم في تحقيق الأرباح، مثل المكاسب الناتجة عن زيادة الكفاءة وتحسُّن العائدات، التي تساعد الشركات على الحد من خسائرها حتى في ضوء ارتفاع تكاليف اليد العاملة والوقود.
وتشير تقديرات الاتحاد إلى تراجع صافي خسائر قطاع في الشرق الأوسط إلى 1.9 مليار دولار منذ بداية هذا العام، مقارنة بخسائر مسجلة بلغت 4.7 مليار دولار في العام الماضي.
ومن المرجح أن يصل الطلب في الشرق الأوسط الذي يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر إلى 79.1 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة، مع وصول السعة إلى 80.5 في المئة.
لكن والش يرى أن مصدر القلق الأكبر حاليا يتمثل في ازدياد الأعباء التنظيمية على الصناعة مرة أخرى، مع تجاوز شركات الطيران أزمة كورونا، وإزالة آخر قيود السفر المتبقية.
ومع ذلك تشير توقعات إياتا إلى قدرة القطاع على تحقيق أرباحٍ أكبر في العام المقبل مع توقعات بإمكانية تحقيق شركات الطيران في أميركا الشمالية لأرباح بقيمة 8.8 مليار دولار بنهاية العام الجاري
وتشكل إعادة افتتاح مسارات الطيران الدولية ولاسيما الرحلات الجوية الطويلة مؤشرا إيجابيا بالنسبة إلى الكثيرين خلال العام الجاري.
ويعول قطاع الطيران العالمي إلى جانب تحسن ظروف النقل الجوي على تسلم الشركات أكثر من 1200 طائرة مما يساعد على تعافي حركة السفرة بشكل أكبر.
وتوقّعت شركة أيرباص أن يتضاعف عدد الطائرات في العالم خلال العقدين المقبلين بفضل نموّ حركة الملاحة الجوية العالمية وحاجة الشركات إلى استبدال طائراتها بأخرى اقتصادية أكثر.
وفي تقرير أصدرته الشركة الأوروبية قبل أيام من معرض فارنبورو الجوي في بريطانيا، قالت أيرباص إن العالم سيحتاج بحلول العام 2041 إلى 39.9 ألف طائرة ركّاب وشحن جديدة، ما يعني أن عدد الطائرات سيتجاوز 46.9 ألف طائرة قياسا بنحو 28.8 ألفا في 2020.
وتقديرات أيرباص متواضعة بعض الشيء بالمقارنة مع تقديرات منافستها بوينغ التي تتوقّع أن يحتاج القطاع الجوي إلى 43.6 ألف طائرة جديدة خلال عقدين.
وتقول بوينغ إنه رغم تراجع الحركة الجوية العالمية التي لن تعود إلى مستوى 2019،، إلا بين 2023 و2025، فإنه لن يكون للجائحة تأثير طويل الأمد على الحاجة إلى طائرات جديدة.
وسيحل 40 في المئة من إجمالي الطائرات التي ستكون قيد الخدمة بعد عقدين، أي 15.4 ألف طائرة، بديلا عن طائرات تُشغّل حاليا وتستهلك وقودا أكثر.
وتسمح الطائرات الحديثة بتوفير بين 15 و20 في المئة من استهلاك الكيروسين، وبالتالي تخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالجيل السابق.
ووفق التقرير فإنّ العالم سيحتاج إلى تشغيل 2440 طائرة شحن، أي أكثر بنحو 900 طائرة من العدد الحالي، خصوصًا مع نموّ قطاع التسوّق عبر الإنترنت.