كشف المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم عن استعداد قطر لتقديم الكميات اللازمة من الغاز لتغطية احتياجات بلاده من هذه المادة، في خطوة تندرج وفق البعض في سياق محاولات الدوحة لملء الفراغ السعودي. ويرى مراقبون أن الأمر لا يخلو من اعتبارات اقتصادية في ظل سعي الدوحة إلى توسيع نطاق مشاريعها في مجال الطاقة بالبحر المتوسط، وهي تنظر باهتمام إلى منطقة الخالصة اللبنانية. ويعتبر المراقبون أن الحرص القطري في دعم لبنان بالغاز، هو لتهيئة الطريق لاتفاقيات أشمل في المجال الطاقي.
وقال اللواء إبراهيم إنه لمس خلال اجتماع مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي، رغبة الدوحة لمساعدة لبنان في الملف الطاقي. وأوضح المسؤول اللبناني في تصريحات لصحيفة “الشرق” القطرية “التقيت وزير الدولة لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي، وأجرينا محادثات حول التعاون في مجال الغاز والنفط وتزويد لبنان بالغاز، ونحن الآن بصدد استيراد الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن فسوريا، وبالطبع الكميات التي سنستوردها من مصر لن تكفي الحاجة اللبنانية لتوليد الكهرباء. وجرى نقاش لهذا الملف، ولمسنا رغبة وإرادة قطرية لمساعدة لبنان في ذلك، وأبلغنا الوزير الكعبي أنه مستعد أن يضع خبرته الشخصية بتصرف لبنان، وقدم لنا نصائح بالغة الأهمية، وكان الاجتماع ناجحا ومثمرا”.
ولفت إبراهيم إلى أنه حصل على وعود من المسؤول القطري بدعم لبنان قائلا “لقد أبدى الأخوة في قطر استعدادهم لتزويد لبنان بالكميات اللازمة من الغاز لتغطية احتياجاته، لكن تبقى هناك تفاصيل تجري متابعتها ومنها موضوع التمويل، ومن حيث المبدأ توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واضحة وصريحة، وهي مساعدة لبنان بكل شيء تستطيع قطر أن تساعد به، وأعتقد أننا سنحصل على المساعدات القطرية التي نحتاجها”.
وتابع “توجد بعض الخطوات التي يجب على السلطات اللبنانية القيام بها لتصبح الأمور أكثر سهولة وأكثر شفافية، لكن قطر مستعدة بالمطلق لمساعدة لبنان”، دون أن يقدم تفاصيل. وتأتي تصريحات المسؤول اللبناني بعد أيام قليلة من زيارة أداها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الدوحة ولقائه بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جرى خلاله بحث جملة من الملفات بينها الملف اللبناني. وصدر عقب تلك الزيارة بيان مشترك أكد خلاله الطرفان على ضرورة ألا يكون لبنان مصدرا لتهديد الأمن في المنطقة.
وأوضح البيان أن الجانبين أكدا على “أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة، أو ممرا لتجارة المخدرات”. وتبنت قطر موقفا متمايزا عن السعودية وباقي الدول الخليجية إثر الأزمة التي فجرتها تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، اعتبرت مسيئة للتحالف العربي في اليمن. ويرى مراقبون أن الرياض لا تنظر بعين الرضا إزاء السياسة القطرية في لبنان، ويعتقد أن الأمير محمد بن سلمان أثار هذه النقطة خلال زيارته إلى الدوحة.