ستستضيف فرنسا الدورة المقبلة من القمة الدولية للذكاء الاصطناعي في باريس، على ما أعلنت وزارة الاقتصاد الفرنسية، بعدما كانت المملكة المتحدة استقبلت القمة التي وُصفت بأنها «الأولى من نوعها»، المرتبطة بهذا المجال.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، في بيان، إن «فرنسا تتشرف بحمل الشعلة البريطانية بتنظيم الدورة المقبلة من القمة».
وأكد وزير الشؤون الرقمية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن «فرنسا رائدة أوروبياً في ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي»، مضيفاً أن «الحكومة تقف بجانب الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والعام؛ لتشجيع الابتكار وتنظيم القطاع، استناداً إلى الأخطار التي تحملها هذه النماذج».
وأشار بارو إلى أن فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة من هذه القمة الدولية بنسخة حضورية في غضون عام. وكانت كوريا الجنوبية قد اقترحت عقد قمة افتراضية في شأن هذا الموضوع خلال الأشهر الستة المقبلة.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الخميس، إن زعماء العالم يتحملون مسؤولية التصدي لمخاطر الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد يوم من حصوله على دعم الصين لجهد دولي لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي.
وحذّر بعض القادة التقنيين والسياسيين من أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يشكّل تهديداً وجودياً إذا لم تتم السيطرة عليه، مما أثار سباقاً بين الحكومات والمؤسسات لتصميم الضمانات والتنظيم.
وقاد سوناك محادثات (الخميس)، في اليوم الأخير للقمة في بلتشلي بارك، قبل إجراء محادثة في وقت لاحق مع الملياردير إيلون ماسك في وسط لندن.
وكان من المقرر في وقت لاحق لكتابة التقرير، أن تناقش رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزعماء آخرون خطة لاختبار وتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي المدعومة من الدولة قبل إصدارها، وفقاً لمكتب سوناك.
وقال سوناك في بداية الجلسة: «أردت أن نعقد جلسة للحديث عن هذه القضية بوصفنا قادة ذوي قيم مشتركة». وأضاف: «علينا مسؤولية معالجة المخاطر التي تتراوح بين الضرر الاجتماعي، والمعلومات المضللة، والمخاطر الشديدة الناجمة عن الذكاء الاصطناعي».
وقال سوناك إنه يريد من القادة أن ينظروا إلى هذه اللحظة بعد 5 سنوات، وأن «يعلموا أننا اتخذنا الخيارات الصحيحة لتسخير فوائد الذكاء الاصطناعي جميعها بطريقة تكون آمنة لمجتمعاتنا، ولكنها توفر إمكانات هائلة أيضاً».
وقالت فون دير لاين إنه «يجب وضع معايير سلامة الذكاء الاصطناعي المقبولة في جميع أنحاء العالم»، وفقاً لنص كلمتها، مشيرة إلى أن الخوارزميات المعقدة لا يمكن أبداً اختبارها بشكل شامل، لذلك «قبل كل شيء، يجب علينا التأكد من أن المطورين يتصرفون بسرعة عند حدوث مشكلات، قبل وبعد طرح نماذجهم في السوق».
من جهة أخرى، ووفقاً لمصدرَين في القمة، أخبر ماسك زملاءه الحاضرين يوم الأربعاء، بأنه لا ينبغي للحكومات أن تتسرع في طرح تشريعات الذكاء الاصطناعي. وبدلاً من ذلك، اقترح أن تكون الشركات التي تستخدم التكنولوجيا في وضع أفضل للكشف عن المشكلات، ويمكنها مشاركة النتائج التي توصلت إليها مع المشرّعين المسؤولين عن كتابة قوانين جديدة.
وناقش نحو 100 مسؤول وأكاديمي ومدير تنفيذي في مجال التكنولوجيا، يوم الأربعاء، المخاطر الناجمة عن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، والتقدم غير المتوقع في الذكاء الاصطناعي، واحتمال فقدان السيطرة عليه… وسيناريوهات الرعب الأخرى.
ووقّعت أكثر من 25 دولة حاضرة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، على «إعلان بلتشلي» يوم الأربعاء، الذي يقول إن الدول بحاجة إلى العمل معاً، وإرساء نهج مشترك بشأن الرقابة. وهو الإعلان الذي يركز على تحديد المخاطر ذات الاهتمام المشترك، وبناء الفهم العلمي لها، ووضع سياسات مشتركة بين البلدان للتخفيف منها.
ومن جانبه، صرّح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، على هامش القمة، بأنه يرى في أوجه التقدم التي يشهدها تطوير الذكاء الاصطناعي فرصاً للمستقبل في المقام الأول. وقال، الخميس، إنه يمكن أن تجعل هذه التكنولوجيا كثيراً من الأشياء أسهل وأكثر فاعلية «بدءاً من حماية المناخ، وصولاً إلى بيانات الطقس وأنظمة التحذير المبكر، وبدءاً من الكشف عن الأمراض وصولاً إلى أنظمة العلاج».
وأضاف هابيك، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، أن إساءة الاستخدام تعد أمراً محتملاً بالطبع. وأوضح أنه لهذا السبب يعتزم الاتحاد الأوروبي ضبط الاستخدام من خلال لائحة، ولكنه أكد أن الأمر لا يتعلق بتحجيم التقنية نفسها. وأوضح أنه سيتم خلال القمة أيضاً تناول كيفية توفير شروط تنافس متكافئة عالمياً.
وشارك في القمة كل من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.