تواصلت فعاليات المؤتمر الثامن لـ “منظمة المرأة العربية” الذي ينعقد برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئاسة كلودين عون رئيسة المجلس الأعلى للمنظمة، بعنوان “المرأة العربية والتحديات الثقافية”، حيث عقدت ثلاث جلسات افتراضية في اليوم الثاني من المؤتمر.
وحملت الجلسة الأولى عنوان “المرأة العربیة بین التراث والحداثة: بين المواجهة والمصالحة”، وتحدثت فيه الدكتورة فهمية شرف الدين من لبنان، عن “جلجة تغيير” النظام الثقافي الأبوي الذي يجذّر النظرة الدونية للمرأة وأدوارها التقليدية عبر المنظومة التربوية والمنظومة الحقوقية وتشابكهما، عارضة لكيفية التصدي له.
وبدأت الجلسة الثانية التي حملت عنوان “المرأة العربیة في خضمّ الإنتاج الأدبي والفني وآليات التنشئة الاجتماعية” برئاسة الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، عضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عن الجمهورية اللبنانية، مع مداخلة قدمتها الدكتورة سوزان القليني من مصر، عرضت خلالها نتائج رصد الصورة التي قدمتها المسلسلات التلفزيزنية الرمضانية بين الأعوام 2016 و2019 عن المرأة وأدوارها والتي أظهرت أنها جاءت بمجملها سلبية وتقدم أشكال العنف المختلفة ضد المرأة. وخلصت إلى تأكيد خطورة تأثير القوة الناعمة على تشكيل صورة ذهنية نمطية عن المرأة لدى أفراد المجتمع. تناوبت على الكلام الناقدة والباحثة عزة القصابي من سلطنة عُمان، لتتناول صورة المرأة العمانية كما ظهرت في الأعمال العمانية الإبداعية الفنية والأدبية، وإذا ما استطاعت أن تطرح قضايا المرأة الجوهرية، أم أنها ظلت تعرض صورة نمطية تتماشى مع الفكر التقليدي المترسخ في ذاكرة المجتمع الخليجي الجماعية.
وانطلقت الجلسة الثالثة تحت عنوان “دور المرأة الاقتصادي في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والتهميش”، وركزت الباحثة في مجال علم الاجتماع، رفيف رضا صيداوي من لبنان، في مداخلتها على العوامل الماكرويّة التي تقف حائلًا دون القضاء على الفقر والبطالة في الوطن العربي، كظاهرتين تُطاولان بتأثيرهما الفئات المُهمشة، لا سيما النساء، وشددت على أهمية التخلي عن المقاربة الجزئية في معالجة هاتين الظاهرتين وضرورة اعتماد المقاربة الكلية لواقع المرأة العربية، مع ما يستتبع ذلك من وضع سياسات وخطط اقتصادية اجتماعية شاملة وعادلة.