فيما يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة في الأول من أكتوبر كل عام، تبقى القهوة علامة فارقة في تاريخ العديد من سكان الأرض.
يعود تاريخ القهوة إلى القرن العاشر وربما لوقت سابق حسب عدد من التقارير والأساطير المتعلقة بأول من استخدمها. ويعتقد أن الموطن الأصلي للقهوة كانت من إثيوبيا. وأقدم الأدلة المثبتة على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن هي من القرن الخامس عشر في الأديرة الصوفية في اليمن. وبحلول القرن السادس عشر وصلت إلى بقية الشرق الأوسط وجنوب الهند وبلاد فارس وتركيا والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا. ثم انتشرت القهوة إلى البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية.
هناك العديد من الروايات الأسطورية في أصل القهوة، ترتبط واحدة من هذه الروايات بالصوفي اليمني غثول أكبر نور الدين أبي الحسن الشاذلي، عند سفره إلى أثيوبيا. تقول الأسطورة إنه لاحظ أن الطيور تتمتع بحيوية غير عادية عند تناول التوت وتشهد نفس الحيوية، ومن هنا جاء اكتشافها.
وهناك رواية أخرى تتعلق بكالدي راعي الماعز الإثيوبي في القرن التاسع، الذي لاحظ آثار النشاط على قطيعه عندما حذف قطيعه على التوت الأحمر الفاتح من بعض الشجيرات فـمضغ نفس الثمرة فدفعته البهجة إلى جلب التوت إلى راهب في دير قريب. ولكن الراهب رفض استخدامها فوضعوها على النار فخرجت منها رائحة مثيرة تسببت في دهشة الرهبان الآخرين، وتم سحق حبوب البن المحمصة بسرعة في الجمر، وتم وضعها في الماء الساخن، مما أسفر عن أول فنجان من القهوة في العالم.
ووصلت القهوة إلى جنوبِ الجزيرة العربية، وبدأت زراعتها في اليمن، وبحلول القرن السادس عشر، أصبحت معروفة في بلاد فارس، ومصر، وسوريا، وتركيا، وسرعان ما انتشرت في أوروبا، إلا أن رجال الدين أدانوا هذا المشروبَ عندما وصل البندقية عام 1615، إلى أن تمَت الموافقة عليه من قبل البابا كليمنت بعد أن تذوقه. ثم بدأت القهوة في الانتشار، من خلال إنشاء المقاهي في إنجلترا، والنمسا، وفرنسا، وألمانيا، وأصبحت مشروبا رئيسياً في وجبة الإفطار، وبدأَ التنافس على زراعة القهوة بسبب شعبيَها، واستطاع الهولنديون الحصول على شتلات من القهوة في النصف الأخير من القرن السابع عشر، وأصبحوا يمتلكون تجارة ضخمة ونامية.
وتعتبر القهوة الإثيوبية المنشأ الأصلي لثقافة تصنيعِ القهوة حيث تمَ اكتشافها في تلك المنطقة في القرن التاسع، ويعتمد السكَان في عملهم على زراعة القهوة، حيث يشارك ما يقارب 12 مليون شخص في زراعتها.
كما تعتبر القهوة جزءاً أساسياً من الثقافة الإثيوبية، فقد ظهرت في العديدِ من التعبيرات التي تتحدث عن الحياة والأشخاصِ والطعام، والدليل على ذلك القهوة الإثيوبية الأكثر شيوعاً، والمعروفة باسم “بونا دابو ناو” وتعني “القهوة هي خبزنا”، وهذا يعني أنَ القهوةَ هي المصدر الأساسي للرزق عند الإثيوبين، وأن لها دور كبير في نظامهم الغذائي.
وتتربع 5 دول على عرش إنتاج القهوة بالرغم من أن تاريخ القهوة ذاته لم يذكر أي من هذه الدول ظهرت فيه شجرة البن الا أنها الان تستحوذ على الإنتاج الأكبر في العالم من البن وعلى رأس هذه الدول تأتي البرازيل التي تصدرت القائمة وتنتج نحو 3.165 مليون طن تليها فيتنام في المركز الثاني بإنتاج يصل إلى 1.770 مليون طن، ثم كولمبيا التي يقدر إنتاجها بنحو 840 ألف طن، ثم إندونيسيا التي تنتج نحو 654.12 ألف طن، وأخيراً هندراوس التي يقدر إنتاجها بنحو 462 ألف طن سنوياً.