لماذا الطاقة المتجددة تنتشر في لبنان وخصوصا الطاقة الشمسية التي باتت تشكل ثلث الطاقة المنتجة في لبنان؟ من المؤكد ان الطاقة الشمسية اصبحت اليوم ارخص سعرا من انتاج الكهرباء في مؤسسة كهرباء لبنان ومن انتاج المولدات الخاصة علما ان التقنين الذي مورس على مدى السنوات شجع في اعتماد على الطاقة الشمسية.
واشارت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) إلى أن القدرة الإجمالية للطاقة المتجددة في لبنان بلغت 1,297 ميغاواط في العام 2024 دون تغيير عن 2023 ومقارنة ﺒ298 ميغاواط في العام 2015، وهو ما يشكل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 17.8% خلال الفترة الممتدة بين عام 2015 وعام 2024.
المهندس بيار خوري امين سر فرع لبنان في مجلس الطاقة العالمي يرى أن مسيرة الطاقة المتجددة في لبنان إلى مزيد من الازدهار وهي حاجة فطن اليها المواطن اللبناني فلجأ الى استخدامها منذ العام 2010 وهي إلى مزيد من التوسع حيث يوجد الكثير من الأفكار والمشاريع بهذا الخصوص ضمن رؤية 2030.
تشهد الطاقة المتجددة منذ العام 2010 حتى اليوم تطورا دائما وهو بطبيعة الأمر وبلغة الأرقام يساوي 150% زيادة سنوية مستمرة. لقد أثرت الأزمة التي حدثت في العام 2019 بقيام ثورة في عالم الطاقة المتجددة والزيادة التي كانت بمعدل 150% في عامي 2020 و2021 ازدادت إلى 1000%. ربما يتبادر إلى الذهن أن هذه الزيادة هي نتيجة خطة ما لكن لدينا حاليا بشكل مؤكد 1400 ميغاوات تقريبا طاقة شمسية في لبنان. على الرغم من ان تقديرات انه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنانتم تدمير ما بين 200 و250 ميغاوات. لكن حاليا يوجد ما بين 1200 و1400 ميغاوات طاقة شمسية في لبنان.
وعن بقية أنواع الطاقة المتحددة يقول بالنسبة لتسخين المياه على الطاقة الشمسية منذ العام 2005 وحتى الآن حدث تطور كبير وسريع. يعد لبنان بين افضل 10 دول في العالم بنسبة الزيادة السنوية. في هذا الإطار حسب الوكالة الوطنية للطاقة وهو امر مهم جدا. أما النوع الآخر الذي يتم استعماله بشكل تاريخي هو الطاقة الكهرومائية بواسطة الأنهار مثل نهر قاديشا ونهر الاولي ونهر الليطاني الذي يعتبر الأهم. هذا القطاع هو قطاع عام لأن الأنهار من الأملاك العامة. لقد كان نهر الليطاني ينتج 315 ميغا بشكل عام ثم انخفض إلى 280 ميغا وبسبب قلة المياه هذه السنة انخفض إنتاجه إلى 90 ميغا وحاليا لا ينتج سوى 10 ميغا. الحقيقة انها أرقام مخيفة ولا احد يتكلم عنها وهي مؤشرات مخيفة بالفعل. حاليا لدينا قرض البنك الدولي البالغ 250 مليون دولار، وهو مخصص لقطاع الطاقة سيقسم على ثلاثة أجزاء. الأول سيمنح لمركز التحكم الوطني لانشاء معامل طاقة شمسية والثاني لمؤسسة كهرباء لبنان والثالث لإعادة تشغيل وصيانة معامل كهرمائية وهي تابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني
11 معملا لاناج الطاقة الشمسية
وعن المشروع الذي كان مخصصا لإنتاج معامل طاقة واين اصبح؟ لقد أعطت الحكومة 11 رخصة بهذا الصدد لعدة شركات لديها حتى آخر السنة لكي تبدأ تنفيذ المشروع. لذا ربما يتبادر إلى الذهن التساؤل عن العائق الذي يمنع تنفيذ المشروع منذ العام 2017 وقد منحت الرخص في العام 2022. انا اقول بأن هذه المشاريع تحتاج إلى تمويل دولي.
انها تحتاج إلى تمويل دولي لأنها قطاع خاص يبني المعامل لإنتاج الكهرباء وبيعها لمدة ٢٥سنة. انها حتما تحتاج إلى مصارف تمويل دولي فالعادة أن القطاع الخاص يحصل على قرض من مصرف تمويل دولي ويبني المعمل ثم يبيع الكهرباء للدولة وبهذه الطريقة يغطي تكاليف المهندسين ومصاريف التشغيل والقرض والربح .ان المصرف غير مستعد للتمويل في ظل حالة البلد السياسية الراهنة والبلد للحقيقة في حالة حصار مالي.
عوائق
وعن وجود أي عائق أمام من يريد تركيب طاقة شمسية قال:
أن القانون يحمي اي شخص على المستوى الشخصي وملكيته ضمن ضوابط معينة تسير حسب آلية وضعتها وزارة الطاقة على ايام الوزير السابق د. وليد فياض وتنفذ من قبل مركز حفظ الطاقة. لكن عندما تولى الوزير الحالي د.صدي الوزارة أوقف هذه الآلية وانا اعتبر ذلك خطوة غير ذكية وغير موفقة لأننا اتجهنا إلى الفوضى.
وعن اسباب الإقبال الكثيف على تركيب الطاقة الشمسية في لبنان؟
لسبب بسيط جدا واساسي وهو انها ارخص من اي طاقة أخرى. ربما السؤال الآن لماذا لا يتجه كل لبنان صوب الطاقة الشمسية والجواب هو لأنه يوجد عوائق قانونية ومالية. اننا كمجلس طاقة عالمي نحاول خلق آليات تمويل للناس بهذا الشأن. اذا الشخص لا يملك مبلغ 6000 او 8000 دولار لتركيب طاقة شمسية فنحن نحاول تأمين ذلك عبر قروض مدعومة من مصارف دولية للناس او المستهلكين كاشخاص ومؤسسات وغيرها. لكن عموما القادر ماديا قد ركب طاقة شمسية ومن لديه القدرة هو بصدد اللجؤ لها ولهذا السوق مستمر وهو إلى اتساع.
لدينا حاليا ١٤٠٠ميغا مقارنة مع قدرة مؤسسة كهرباء لبنان الإنتاجية ما بين 1200 و1800 ميغا موزعة على كل لبنان. كما يوجد 1800 ميغا إنتاج المولدات. نحن لا نستطيع مقارنة 1400 ميغا طاقة شمسية مع 1400 طاقة تقليدية لأن الشمس لا توجد سوى ٨ساعات من اصل 24 ساعة و1400 طاقة شمسيه تساوي تقريبا 500 ميغا تقليدية. يوجد إذن حاليا 30% طاقة متجددة وهدفنا أن نصل إلى أكثر من ذلك بكثير. اننا نعمل على ذلك ضمن رؤيتنا 2030 فاذا أصبح لدينا 50% طاقة شمسية فهي تساوي 3000 ميغا ويجب ربطها بالشبكة التي يفترض أن تكون اوتوماتيكية مما يحتم علينا تأمين ديمومة الشبكة نتيجة الضخ الكبير للطاقة المتجددة. ان هذا الأمر يحتاج إلى عمل جدي وتحضير منذ الآن بحيث لا نصل إلى العام 2030 فنشكو من عدم توفر ديمومة الشبكة فنقول بأنها معرضة للاعطال. علينا تجهيز أنفسنا للعام 2030 جيدا.
ما الغرض من المؤتمرات التي تعقدونها بشكل سنوي؟
الإتجاه هذه السنة في مؤتمر بيروت للطاقة الذي سيعقد في فندق متربوليتان في سن الفيل الاضاءه على قطاعات جديدة مثل النقل البحري إذ أن التوجه العالمي اليوم هو نحو موضوع النقل البحري، والتوجه نحو الطاقة المستدامة .كما نهدف لتبيان أن لبنان رغم ازمته فالامل فيه موجود وهذا الأمل يحتاج إلى عمل جدي وممنهج لجذب الاستثمارات. يشارك في المؤتمر 19 دولة وعدد ضخم من الشركات. اننا نبحث أيضا عبره عن وجود مصارف التمويل الدولية لكي ترى بأن القطاع في لبنان هو قطاع صحي ومن المفيد الإستثمار فيه. أما النقطة الأخرى التي نتكلم بها بشكل صريح هي إصلاح مؤسسة كهرباء لبنان إذ لا يجوز أن تبقى المؤسسة تحقق الخسائر ما بين مليار ومليار دولار سنويا بحيث انها كانت تتكلف 27 سنتا على الكيلوات وتبيعه بسنت واحد. لقد رفع الوزير السابق د.وليد فياض التعرفة إلى سعر الكلفة اي 27 سنتا. اليوم من غير المقبول أن تبقى المؤسسة على حالها وهي تحتاج إلى إصلاح وصراحة بالتعاطي.



