قفزت مؤشرات تقلبات الليرة التركية إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، الأربعاء، بعد أن ضعفت الليرة في أعقاب إطلاق أنقرة لعملية عسكرية شمال سوريا.
وأظهرت بيانات من “فينكس” ارتفاع مؤشر تقلبات أسبوع واحد إلى 10.35 في المئة، في حين قفز مؤشر عام واحد إلى 17.8 في المئة، مسجلا أعلى مستوياته في أربعة أسابيع، حسبما ذكرت “رويترز”.
وتراجعت الليرة التركية بمعدل 0.5 في المئة، وسجلت 5.85 مقابل الدولار عند الساعة 15:42 بتوقيت غرينيتش، وهو أدنى مستوى مسجل خلال اليوم منذ أغسطس الماضي، وذلك بفعل تزايد المخاوف من تداعيات العملية العسكرية التركية، وأي رد فعل من واشنطن قد يكون على شكل عقوبات اقتصادية تفرض على أنقرة.
ويرى خبراء من “إس آند بي غلوبال ريتينغس” أن قرار تركيا بشن عملية عسكرية بسوريا، قد أثار مخاطر تتعلق بالليرة وميزان مدفوعات تركيا.
ونقلت “رويترز” عن تجار أتراك قولهم إن البنوك الوطنية كانت تبيع الدولارات في الأيام الثلاثة الماضية للحيلولة دون انزلاق الليرة إلى ما دون 5.85، إلا أن التحرك التركي في سوريا حال دون ذلك.
وأشار أحد التجار إلى أن البنوك باعت ما تصل قيمته لـ3.5 مليار دولار هذا الأسبوع، منها مليار يوم الأربعاء لوحده، دعما لليرة.
وخسرت الليرة التركية العام الماضي نحو 30 في المئة من قيمتها، وواصلت الانحدار هذا العام بـ10 في المئة إضافية.
وبحسب الخبير الاستراتيجي للأسواق الناشئة في “رابوبنك”، بيوتر ماتيس، فإن البنوك التركية المملوكة للدولة تبيع الدولار مقابل 5.85 و5.84، لكنها ليست قادرة على وقف تهاوي الأسعار وسط ارتفاع المخاطر الجيوسياسية”.
وتطرق ماتيس للعوامل التي تهدد الليرة قائلا: “رد واشنطن على الهجوم التركي في سوريا سيكون مؤثرا على الليرة”، مضيفا “على البنك المركزي التركي التفكير جديا في رفع أسعار الفائدة للدفاع عن الليرة”.
ويحذر مراقبون من أن التوغل التركي في الشمال السوري قد يقود أسواق المال التركية إلى كارثة في حال استمرت العمليات العسكرية لفترة طويلة، هذا إلى جانب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، بـ”القضاء” على الاقتصاد التركي في حال “تجاوزت أنقرة الحد” في سوريا، حيث نشر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، قال فيها “إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره مجاوزا الحدود فسأدمر اقتصادها تماما”.