قمة عمّان الثلاثية… محاولة إحياء مشروعات التعاون الاقتصادي

أشرت القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر والعراق والأردن في عمان إلى أهمية إعادة إحياء الجهود العربية لبناء التكامل الاقتصادي في العديد من المجالات والتي تعثرت بسبب الظروف التي تعاني منها بعض البلدان العربية، وإفرازات الربيع العربي إضافة الى التحديات الاقليمية والعالمية الناتجة عن الصراعات والتداعيات السلبية لأزمة كورونا.

وبحسب خبراء، فإن القمة التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، نبهت الى تحديات كبيرة وغير مسبوقة قد تواجه الدول العربية اعتباراً من العام المقبل ما يستدعي التعاون عربياً لمواجهتها بخاصة مشكلة الأمن الغذائي التي قال عنها ملك الأردن أنه “سيكون أكبر تحدّ في عام 2021 يستدعي توحيد جهودنا والتفكير بحلول خارج الصندوق”.

وقال عضو لجنة الطاقة في مجلس النواب الأردني النائب جمال قموه في تصريح خاص لـ” العربي الجديد ” أن القمة الثلاثية تطرقت الى أهم المشروعات التي يتوجب التعاون فيها خلال الفترة المقبلة ما يمكن أن يؤسس لتعاون عربي أشمل على المدى القريب سيما وأن غالبية البلدان العربية تعاني من تحديات كبيرة ومشكلات اقتصادية في غاية الخطورة.

وأضاف: “لكن بعض المشروعات المطروحة لتعزيز التعاون بين البلدان الثلاثة في المرحلة الأولى محفوفة بالعديد من التحديات التي تجعل من الصعوبة بمكان تحقيقها قريبا خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها دول عربية”.

وقال النائب قموه أن مشروع الربط الكهربائي بين الأردن ومصر في غاية الأهمية وأن اضافة العراق الى المشروع مهم جداً، لكن هنالك العديد من الصعوبات التي ربما تحول دون ذلك حالياً، منها على سبيل المثال بعد المسافة لإيصال الشبكة الى الأراضي العراقية والتي تبلغ حوالي 600 كم وكذلك الكلفة العالية.

وفيما يخص مشروع مد أنبوب النفط من العراق إلى الأردن، قال النائب قموه “هذا من المشاريع الاستراتيجية التي يؤمل أن تساهم بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين والمنظور أن يمتد الأنبوب الى دول عربية مثل مصر ما يؤدي الى زيادة القيمة المضافة للاقتصاديات العربية ويعطي دفعة للتعاون الاقتصادي العربي”.

وأضاف النائب قموه أن المشروع مازال متعثراً رغم مرور أكثر من 7 سنوات على انطلاقة الفكرة وما تبعها من مباحثات ودراسات مشتركة ولا يعتقد بقرب اتخاذ خطوات عملية لتنفيذه بيد أن المشروع ينطوي على منافع اقتصادية كبيرة للبلدين، فهو من جهة يوفر منافذ تصديرية للنفط العراقي ومن جهة يزود الأردن باحتياجاته النفطية بالكامل بكلف أقل والحصول على عوائد من مرور الأنبوب، إضافة الى فرص التشغيل.

وأكد أهمية تعزيز التعاون واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع وخاصة الاقتصادية والحيوية منها كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاثة الشقيقة وخاصة في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.

كما تم التأكيد على أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصاديّة والتجارية والاستثمارية في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية وإعادة الإعمار والنقل والصحة وغيرها.

في سياق متصل، قال مسؤول أردني في تصريح لـ”العربي الجديد” إن الأردن من جانبه يسعى جاهداً لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية المتفق عليها مع العراق وإمكانية ضم مصر للاشتراك فيها وبخاصة أنبوب النفط ما يشكل أساس بناء تحالفات اقتصادية وتنموية قوية بين البلدان الثلاثة.

وأضاف أن الأردن والعراق ورغم الظروف والتحديات الناتجة عن أزمة كورونا والأوضاع داخل العراقي يعملان بشكل متواصل لأجل استكمال إجراءات إقامة المنطقة الاقتصادية المشتركة على الحدود بينهما حيث تم قطع شوط مهم في هذا الاطار.

وقال أنه تم تخصيص قطعة الأرض من كلا الجانبين لاقامة المشروع المخطط أن يستقطب استثمارات عربية وأجنبية ضخمة في مختلف المجالات، مشيراً الى أن المنطقة ستتمتع بمزايا وحوافز منافسة على مستوى المنطقة بحيث تحقق الأهداف التنموية من وراء انشائها وتوفير فرص عمل لمواطني البلدين.

ولاقى المشروع معارضة من داخل العراق من قبل سياسيين ومتنفذين يرون بالمنطقة إضراراً بالمناطق الصناعية العراقية وكذلك التأثير على الاستثمارات داخل العراق سواء المحلية أو الأجنبية.

الخبير الاقتصادي حسام عايش، يرى أن الربيع العربي والأحداث التي شهدتها وما تزال بلدان عربية حالت دون تحقيق مشروعات كبرى يجري الحديث عنها بين البلدان العربية منذ سنوات، ما أبقى الاقتصاد العربي يدور في رحى اقتصاديات الدول الكبرى، رغم إمكانياته الضخمة من الموارد الطبيعية والمالية والبشرية.

وأضاف لـ” العربي الجديد” أنه لا بد من متابعة تنفيذ مخرجات القمة العربية الثلاثية وامكانية توسيع دائرة البلدان العربية التي يمكن أن تساهم في المشاريع التي تم الحديث عنها أو الاتفاق على مشاريع جديدة وذلك لمواجهة التحديات المقبلة، وعلى وجه الخصوص تراجع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع الفقر والبطالة لمستويات مقلقة جداً وغير مسبوقة بخاصة في مناطق النزاعات.

ولا يستبعد عايش وجود عراقيل تضعها بلدان أجنبية لإعاقة تنفيذ المشاريع العربية المشتركة لتفادي التأثير على مصالحها وكذلك زيادة القدرات الاقتصادية والمالية للعالم العربي، فالكيان المحتل صاحب مصلحة كبيرة في ذلك في الوقت الذي يسعى فيه لتطبيع علاقاته الاقتصادية مع بلدان عربية ومنها بضغوطات أميركية.

ويرتبط الأردن مع مصر بأنبوب الغاز الذي يزوده بجزء كبير من احتياجاته من الغاز الطبيعي لأغراض توليد التيار الكهربائي ومشروع الربط الكهربائي، فيما لا تزال المشاريع المتفق عليها مع العراق مجرد دراسات ومباحثات لم تر النور بعد.

مصدرالعربي الجديد
المادة السابقةجاغوار تجتذب الشباب بسيارة أنيقة وصديقة للبيئة
المقالة القادمة“الترقيع” في التعاميم… تضليل ما بعده تضليل