تجنّب كازينو لبنان، منذ انتشار جائحة كورونا في لبنان، «المقامرة» بحياة موظفيه وروّاده، فكان من أول المبادرين إلى اتخاذ تدابير وقائية متشددة لضمان منع الفيروس من التسرب إلى حرمه وصالاته، إضافة إلى التزام إدارته الكامل بإجراءات التعبئة العامة الصادرة عن الحكومة وما رافقها من قرارات بالإقفال التام أو الجزئي وبمواقيت العمل المسموح بها.
وقد تأثّر الكازينو، شأنه شأن بقية المؤسسات في لبنان والعالم، بالفيروس القاتل، إلا أنه كان مهيَّأً أكثر من غيره للتعامل مع الوباء والتصدي له بحكم توافر قسم خاص للصحة والسلامة فيه، تم إنشاؤه صيف عام 2019، ما وفّر أرضية جاهزة وفرق عمل حاضرة ومهيّأة للتعامل مع أي طارئ صحي بشكل علمي ومدروس.
تولّى القسم تحضير خطة تعامل الكازينو مع الوباء والإجراءات الواجب اتباعها، مدعوماً من مجلس الإدارة الذي سهّل مهامه وعمل على تلبية كلّ طلباته. خطوات تبدأ منذ ما قبل الدخول إلى الكازينو ، حيث يتولى موظفو الحماية المزوّدون بكلّ أدوات الوقاية من كمامات وقفازات، قياس حرارة الوافدين من موظفين ورواد، ومنع كل من تفوق حرارته الـ 37 من الدخول. علماً أنه يمنع دخول أي شخص إلى الكازينو من دون كمامة، كما يمنع نزعها في الداخل.
حصرت إدارة الكازينو الدخول إليه بمدخلين فقط، أحدهما خُصص للموظفين والآخر للرواد، ووضعت عند كل منهما آلة خاصة لتعقيم الثياب على البخار. أما الخطوة الثالثة والأخيرة قبل الدخول فتكمن في إلزامية تعقيم اليدين من خلال معقّمات موضوعة خصيصاً لهذه الغاية.
يعتمد الكازينو داخل صالاته نظامَ تهوئةٍ حديثاً يعمل على ضخّ الهواء النقي في صالات الألعاب وسحب الهواء الملوّث إلى الخارج، إضافة إلى استخدام مواد تعقيم داخل قنوات التهوئة، مع الحرص على تنظيم جولات تعقيم متكرّرة للصالات دورياً وبشكل يومي. وعمدت الإدارة إلى تشغيل صالات الألعاب بنسب استيعاب أقل للمحافظة على التباعد الاجتماعي بين اللاعبين وذلك من خلال وقف نصف الماكينات، والحد من أعداد اللاعبين الذين يُسمح بتواجدهم على طاولة واحدة في بعض الألعاب. وفي هذا الإطار وُضع زجاج عازل أمام كل مكاتب الاستقبال وشبابيك الدفع للفصل بين الموظفين والرواد، مع وضع إشارات لاصقة على الأرض لضمان احترام المسافات الآمنة عند الوقوف في الصف.
كذلك منعت إدارة الكازينو التدخين في حرمه وتقديم المشروبات على طاولات اللعب، وحصرت خدمة تقديم الطعام بالسندويشات الجاهزة على أن يكون المأكل والمشرب إما في الخارج أو في المطاعم، حيث يُؤمن التباعد الاجتماعي بين الطاولات.
وقد اضطرت إدارة الكازينو في أكثر من مناسبة إلى إغلاق الأبواب أمام أي وافدين جدد لساعات أحياناً، ريثما تنخفض أعداد الموجودين في الداخل.