كسب رهان أسواق الخليج وأفريقيا طموح يراود صناعة الدفاع التركية

تعمل شركات صناعة الأسلحة التركية على إظهار نفسها من خلال المعارض التي تشارك فيها في الشرق الأوسط أو تنظمها محليا أن بإمكانها تقديم منتجات عسكرية تنافسية والفوز بصفقات أكبر لزيادة الصادرات مستقبلا من أجل تعزيز إسهاماتها في عوائد البلد.

وتروج تركيا لنجاحات الصناعات الدفاعية بفتح أبواب جديدة للتصدير إلى دول الخليج وأفريقيا، من خلال شراكتها مع شركة مهمات الشرق الأوسط المحدودة (ميتكو) التي تنشط في تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتعمل بقطاعات أخرى في السعودية.

وتعتبر ميتكو، التي تمتلك مشاريع مهمة في الرياض والدمام وجدة والمدينة المنورة، واحدة من أبرز الشركات المتخصصة في البنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، وتسعى إلى إنشاء مدن أكثر ذكاء وأمانا من خلال استثماراتها في مشاريع البنية التحتية الرقمية.

ولتنفيذ إستراتيجيتها تعتمد على شراكات محلية وإقليمية ودولية، بهدف تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة، وتوسيع نطاق أعمالها في القطاعات الرائدة والمعتمدة على التكنولوجيا الحديثة.

وتسعى باي غلاطة، ومقرها إسطنبول، أيضا إلى إيصال منتجات الصناعات الدفاعية التركية إلى الأسواق غير المستكشفة عبر التعاون مع مجموعة واسعة من المصنعين المحليين.

وتعمل الشركة التركية على تصميم وتطوير حلول مبتكرة بدمج المعدات والمنتجات المحلية مع أنظمة التصميم والنمذجة والتكامل والبنية التحتية للبرمجيات.

وحققت صادرات الصناعات الدفاعية والطيران التركية في عام 2024 رقما قياسيا جديدا، حيث تخطت 7.1 مليار دولار، وفق الأرقام الرسمية. وتم تصدير نحو 300 منتج دفاعي إلى أكثر من 180 دولة، وجاءت أوروبا في مقدمة المستوردين.

وخلال العام الماضي ارتقت تركيا إلى المرتبة الحادية عشرة عالميا بين الدول المصدرة للصناعات الدفاعية، مستفيدة من خبراتها الواسعة في الإنتاج التسلسلي والبحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا.

ومع ذلك تحرص شركات القطاع على توفير المزيد من التمويل، ليس من الإيرادات التي تحققها فقط، بل عبر عقد شراكات من أجل المنافسة بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، وخاصة أن هناك عالما لأسواق الأسلحة متوسطة السعر.

وقررت ميتكو دخول الصناعات الدفاعية عبر عقد شراكة مع باي غلاطة التي ستتولى عمليات التسويق والمبيعات والإنتاج لمنتجات الصناعات الدفاعية التركية داخل السوق السعودية.

وفي أواخر أكتوبر الماضي شهد مركز إسطنبول للمعارض تنظيم معرض “ساها إكسبو 2024” للصناعات الدفاعية والطيران، بمشاركة 1478 شركة من أكثر من 120 دولة، وبحضور 178 وفدا أجنبيا للمشتريات و312 وفدا رسميا، من بينهم 25 وفدًا وزاريا.

وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدت عقب المعرض تم التوصل إلى اتفاق بين شركتي ميتكو وباي غلاطة، لتوسيع نطاق التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية.

وظهرت أولى نتائج التعاون خلال أنشطة معرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس 2025 الذي أقيم في أبوظبي مؤخرا ويُعد إحدى أضخم الفعاليات الدفاعية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وخلال نسخة هذا العام من آيدكس عرضت شركة ميتكو مجموعة من منتجات الصناعية الدفاعية التركية التي تمثلها باي غلاطة داخل جناحها في المعرض المشار إليه.

وأوضح ماجد ذهبي، مدير الحوكمة الإستراتيجية والاتصال في ميتكو، أن الشركة كانت تخطط منذ فترة للدخول إلى قطاع الصناعات الدفاعية، ورأت أن التعاون مع باي غلاطة هو الخيار الأنسب، نظرا للتطور الذي تشهده الصناعات الدفاعية في تركيا.

وقال في تصريح لوكالة الأناضول “التعاون يهدف إلى تصدير مجموعة من منتجات الصناعات الدفاعية إلى دول الخليج وأفريقيا، تشمل الأنظمة المسلّحة وغير المسلّحة وغير المأهولة وأنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة والأنظمة الكهروبصرية وأنظمة التشويش.”

وكشف ذهبي أن شركة ميتكو تستعد لتصنيع هذه المنتجات داخل السعودية، في إطار تعزيز الإنتاج المشترك.

وكانت الشركة قد استحوذت على 7 شركات تعمل في الصناعات الدفاعية، وأبرمت عدة اتفاقيات شراكة مع جهات مختلفة، بهدف توفير مجموعة واسعة من المنتجات الدفاعية الجاهزة للمستخدم النهائي.

وبحسب المدير العام لباي غلاطة أونور أرم بدأت الشركة أنشطتها قبل خمس سنوات بهدف إضافة قيمة إلى منتجات الصناعات الدفاعية التركية، من خلال تطوير التكامل البرمجي ومنحه قدرات جديدة لتصديره إلى الأسواق العالمية.

وأوضح أرم أنهم يصرّون على استخدام المنتجات المحلية في جميع أنشطتهم. وقال “نجحنا بالفعل في إيصال العديد من المنتجات إلى أسواق لم يتم التصدير إليها من قبل. كما تمكنا من تصدير منتجات لم يكن لديها سجل مبيعات خارجية سابقًا.”

وتابع “من خلال عمليات التكامل ذات القيمة المضافة والتطويرات البرمجية التي أضفناها، قمنا بزيادة ظهور هذه المنتجات في الأسواق الدولية.”

ولفت إلى أن “التحسينات التي أجريت، لاسيما في مجال الأنظمة الإلكترونية، ساهمت في تعزيز دور الذكاء الاصطناعي داخل المنتجات الدفاعية. كما أن إمكانيات الشركات المحلية في مجال مكونات الأنظمة الإلكترونية دعمت جهودنا في هذا الاتجاه.”

وتعكف باي غلاطة على تنفيذ مشاريع في مجال الأنظمة الإلكترونية بالتعاون مع شركات دفاعية بارزة مثل متكسن وأسيس غارد وأو.أم.أس. وهذه المشاريع مستمرة في ظل زيادة ملحوظة في عدد الشركات التي يجري التعاون معها، وفق أرم.

وتحدث مدير باي غلاطة عن التطور الكبير في العلاقات مع السعودية بدعم من الرئيس رجب طيب أردوغان، إذ شجّعت المستثمرين السعوديين على التوجه نحو السوق التركية.

وقال “خلال معرض ساها إكسبو 2024 لمسنا اهتماما كبيرا من المستثمرين السعوديين بالصناعات الدفاعية، وتعرّفنا على شركة ميتكو، التي سرعان ما تطوّرت علاقتنا معها، وتحولت إلى شراكة ملموسة في هذا المجال.”

ومن المتوقع أن تعلن الشركة مطلع مارس المقبل عن أول منشأة لها في الرياض، وبناءً على الموافقات النهائية من الجهات الرسمية ستشرع في الإنتاج بمجال الحرب الإلكترونية والتكنولوجيا غير المأهولة.

وقال أرم “ستكون أسواقنا المستهدفة دول الخليج وأفريقيا،” مؤكدا أن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام العديد من شركات الصناعات الدفاعية التركية.

ومدير باي غلاطة مقتنع بأن هذا المشروع سيسهم في تمكين المزيد من الشركات، كما سيترك أثرا إيجابيا على العلاقات السياسية بين تركيا والسعودية.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةاشتداد المنافسة بين تطبيقات الاتصال الرقمي يحيل سكايب على التقاعد
المقالة القادمةهل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟