على صعيد الازمات الداخلية اللبنانية، وبعد دخول البلد مجددا بالعتمة الشاملة يوم السبت، استنفرت الادارات والمؤسسات المعنية، لتجنيب المرافق العامة وقف خدماتها. وهو استنفار كان يفترض ان يحصل قبل خروج الشبكة نهائيا عن الخدمة.
وعقد مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان جلسة استثنائية صباح امس وافق خلالها على تزويد معمل الزهراني بـ 5 آلاف كيلوليتر من المازوت من منشآت الزهراني، وعلى استقدام سفينة محمّلة بـ 30 ألف طن من المازوت من خلال مناقصة spot cargo، على أن تتولى مؤسسة كهرباء لبنان تسديد ثمن هذا المازوت من الاموال التي وفرتها من خلال الجباية.
وحاولت المؤسسة ابعاد مسؤولية ما حصل عنها، مؤكدة انها «ومنذ شهر أيار 2024 وهي تراسل بصيغة عاجل وهام جدا جميع المعنيين، من أجل تدارك مسألة أي خلل من شأنه أن يؤثر في ديمومة إنتاج الطاقة، ومما سيؤدي إلى توقف معملي الزهراني ودير عمار عن الإنتاج قسريا».
وبعدما ضجت وسائل الاعلام العربية والدولية بدخول لبنان بالعتمة واعتماده كليا على المولدات، تلقّى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس وزراء الجزائر السيد نذير العرباوي، ابلغه خلاله انه بتوجيه من الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون «سيتم تزويد لبنان فورا بكميات من النفط، لمساعدته على تجاوز الازمة الحالية في قطاع الكهرباء». وقد شكر ميقاتي الرئيس الجزائري على هذه المبادرة، ـ كما شكر نظيره الجزائري على وقوف الجزائر المستمر الى جانب لبنان في المجالات كافة.
وقالت مصادر معنية بملف الكهرباء لـ «الديار» ان «كل المعنيين بالملف لم يقوموا بواجباتهم، بدءا من الوزارة التي بقيت متفرجة، مرورا بادارة مؤسسة كهرباء لبنان التي لم تنجح في الجباية كما يجب، وتؤمن الاموال اللازمة لتسديد المستحقات للعراق، وصولا الى رئاسة مجلس النواب التي يفترض ان تدعو لجلسة طارئة، لاقرار قانون يسمح لمصرف لبنان بدفع المستحقات اللازمة».