نشرت صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية إعادة تطوير حياتك المهنية بعد سن الأربعين، في الوقت الذي يعد فيه السن ميزة تنافسية بالنسبة للشركات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه حسب مدير مبيعات موقع “لينكد إن” في إسبانيا، روزاريو سييرا، فإنه “في سن الأربعين، لا يزال يتعين علينا تطوير أكثر من نصف حياتنا المهنية. وبالنظر إلى البيانات الموجودة لدينا على “لينكد إن”، فإن تحديث المهارات أمر طبيعي في السيناريو الحالي، وتغيير الوظيفة أو الملف الشخصي خلال هذه المرحلة العمرية ليس نقطة ضعف أو قوة، وإنما يهدف إلى التكيف مع متطلبات السوق”.
وبينت الصحيفة أنه بعد بلوغ مرحلة النضج في العمل والتقدم في السن، قد يكون للتغييرات التي تجريها في حياتك المهنية آثار إيجابية، إذ أنه لا يزال أمامك الوقت لتحقيق المزيد على المستوى الشخصي. ولكن إلى جانب المصالح والاهتمامات الشخصية، هل توفر الشركات فرصا لهؤلاء الموظفين للدخول في هذه المرحلة؟ وفقا للأستاذ لوبيز جورادو، فإن “هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تتعايش فيها أربعة أو حتى خمسة أجيال في الآلاف من الشركات”. كما يؤكد أن “التنويع العمري يمثل ميزة تنافسية كبيرة”.
وحسب تقرير صادر عن غلوبال تراندس الخاص بموقع لينكد إن لسنة 2018، كان التنوع أحد أبرز العوامل التي أُخذت بعين الاعتبار. ويقول سييرا “نحن لا نتحدث فقط عن التنوع بين الجنسين، وإنما يشمل ذلك التنوع العرقي والعمري. وهذا يعني أن الشركات باتت تدرك أهمية التفاعل مع المرشحين ذوي الخبرة”.
وذكرت الصحيفة أن المهارات الناعمة تعد من بين الميزات التي توفرها هذه التجربة. وقد أكد روزاريو سييرا في تقرير “اتجاهات المواهب العالمية لسنة 2019”: “نحن نتحدث عما يسمى بالمهارات الناعمة المتعلقة بالكفاءات السلوكية، مثل الإبداع والإقناع وإدارة الوقت والقدرة على التكيف والتعاون، والتي تعد وفقا للتقرير، من بين أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند التوظيف”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لهذه القدرات دور أكثر أهمية في عملية التوظيف في الوقت الحالي، وذلك وفقا لحوالي 92 بالمئة من الخبراء الذين تم استشارتهم في التقرير المذكور آنفا. وأوضح سييرا أن “التعاون أو التواصل على سبيل المثال، من شأنه أن يمنح المرشحين كفاءات قابلة للتطبيق في صناعات أو وظائف أخرى. ومن هنا نأخذ بعين الاعتبار المهارات الصلبة (أو المهارات الثابتة التي تُكتسب لوظيفة محددة)”.
وأوردت الصحيفة أن التخلي عن وظيفة آمنة ومستقرة بدافع الاهتمام بوظيفة أخرى يعد خطوة مثيرة ولكنها محفوفة أيضا بالمخاطر. لذلك، يعتبر التخطيط ضروريا لمواجهة هذه الخطوة بنجاح. وحيال هذا الشأن، قال الاستشاري في شركة “سينغولار نت”، لوبيز خورادو، إن “بدء مرحلة جديدة له مزايا كبيرة ويجب إدارتها بصبر ومزيد من الوقت لتقليل المخاطر”. ومن المهم أن يكون لديك دعم اقتصادي معين لا يجبرك على قبول عرض لا يتناسب مع توقعاتك الشخصية.
وأضافت الصحيفة أنه من المهم أن نعرف نوعية الشركة التي نرغب في إدارتها، وذلك بالاعتماد على هيكلها وفلسفتها، وفي بعض الحالات قد يكون المرشحون الأكبر سنا أكثر ملاءمة. وحسب سييرا فإن “الشركات الصغرى تميل إلى أن يكون لديها خطة وظيفية أقل تنظيما، حيث تقدر المهنيين في السوق بشكل أكبر بدلا من تدريب المواهب كما يميل هذا النوع من المؤسسات إلى أن يكون أكثر مرونة، مما يسهل التعاقد خارج الإطار التقليدي”.
ونوهت الصحيفة بأن أغلب الأشخاص لا يعرفون من أين يبدأون عند تغيير الوظيفة، لذلك من الأجدر طلب المساعدة من شخص ذو خبرة. وفي هذا الصدد، ذكر سييرا أنه “من مزايا التقدم في السن وجود شبكة واسعة ومتنوعة من جهات الاتصال. لذلك لا بد من أن نستفيد من ذلك من خلال شرب القهوة معهم ومشاركة خططنا مع زملاء من شركات مختلفة”.
وأكد سييرا أن “فرص العمل التي تظهر من خلال الشبكات الاجتماعية هي أوسع بكثير من تلك الموجودة خارجها. ويمكن أن تساعدنا المشاركة في الشبكات الاجتماعية وأحدث التطورات في العالم التكنولوجي بشكل عام في العثور على الفرصة التي نبحث عنها. لذلك يجب علينا تحديث الملف الشخصي الخاص بنا خارج الشبكة وداخلها”.
وأوضحت الصحيفة أنه من المهم أن نعرف كيفية التعامل مع مقابلات العمل، لأن الحواجز والقوالب النمطية الاجتماعية قد تزيد عند تجاوز سن معين. لكن يستحسن تجنب لفت الانتباه إلى ذلك، والتركيز على ما يهمنا في الشركة دون الإشارة إلى سنوات الخبرة التي لديك. ومن المهم أن تعبر عن مدى اهتمامك بالفرصة التي أمامك والتأكيد على رغبتك في تحقيق التفوق.
ونقلت الصحيفة عن سييرا أن أهم الجوانب التي تركز عليها أي شركة تكمن في مدى حماس وتحفيز الموظفين للتعلم. فإذا قال أحد المرشحين إنه في منحدر مسيرته الاحترافية، فقد لا يتشجع الشخص الذي يجري المقابلة معه على انتدابه. بالإضافة إلى ذلك، يدعو سييرا إلى التواصل والتفاعل مع الموظفين الصغار.