«الرائدة في مجال إعداد الدراسات والترويج والتسويق». بهذه الكلمات يُعرَّف عن شركة «لازارد» التي كلّفتها الحكومة اللبنانية أمس بتمثيلها كمستشار مالي في تفاوضها مع الدائنين. وصفها الكاتب ويليام كوهان في كتابه «آخر الأباطرة» بأنها «الشركة اليهودية الأسطورية المتربعة على عرش الخدمات المالية، على الرغم من صغر حجمها بالنسبة إلى منافسيها، كغولدمان ساكس على سبيل المثال». وشركة «لازارد» هي واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في برامج إعادة الهيكلة الاقتصادية، والاستثمارات البنكية، وإدارة الأصول المالية، والاستشارات الاستراتيجية، وغيرها من الخدمات الاقتصادية، والمالية للحكومات، والمؤسسات، بسبب شبكة علاقاتها القوية في أوروبا وأميركا.
تأسست الشركة عام 1848 ويتسع نطاق نشاطاتها فى 40 مدينة في 27 دولة حول العالم بطاقة بشرية تبلغ 2.403 موظفين، ويرأس مجلس إدارتها حالياً كينيث جاكوب.
بالنظر الى سيرة الشركة وتجاربها، يتبيّن أنها ليست بعيدة عن سياسات صندوق النقد الدولي وتعليماته، وهو ما سبق أن فعلته خلال عملها في عدد من الدول العربية التي سبق لها أن لجأت الى الشركة بهدف إعادة هيكلة اقتصادها، وآخرها مصر، بعدَ الأحداث التي شهدتها وإطاحة اثنين من رؤسائها.
ففي تموز عام 2014، نقلت وكالة «رويتزر» أن « لازارد» تُعدّ خططاً لإصلاح الاقتصاد المصري يمكن استخدامها كأساس لإعادة فتح المحادثات بشأن اتفاق لقرض من صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أن «لمثل هذا الاتفاق أن يساهم في تجديد الثقة بين المستثمرين الأجانب الذين استبدّ بهم القلق بسبب ثلاث سنوات من الاضطراب إلى جانب مجموعة من المشكلات الأخرى؛ منها تكاليف دعم الطاقة الباهظة وغياب الشفافية في إدارة الاقتصاد». يومها نقلت الوكالة عن مسؤول مصري قوله إن «الوصفة التي قدمتها لازارد لا تختلف كثيراً عن وصفات صندوق النقد الدولي التي توصي بخفض دعم الطاقة وزيادة الإيرادات الضريبية لخفض العجز». وبعدَ نحو شهر فقط من تولّيها السلطة، فرضت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي سلسلة من التخفيضات في الدعم وزيادات ضريبية وهي إجراءات من النوع الذي يطالب به صندوق النقد الدولي، والتي قال المسؤولون «إنها جزء من خطة المستشارين» بحسب ما نقلت عنهم الوكالة. ونقلت «رويترز» حينذاك «أن القوة الدافعة وراء المشروع الاستشاري هي الإمارات العربية المتحدة التي قدمت هي والسعودية والكويت مساعدات بمليارات الدولارات لمصر منذ أطاح السيسي الرئيس محمد مرسي».