أصدرت الأمم المتحدة مؤخّراً النسخة السابعة من “تقرير السعادة العالميّة”الذي يُقدِّم مسحاً إستقصائيّاً لحال السعادة في 156 دولة. ويهدف التقرير بشكلٍ رئيسيٍّ إلى معاينة علم قياس وفهم مبدأ الرفاهيّة الذاتيّة ترافُقاً مع تقديم الترتيب المُحدَّث والتحليل المناسب لسُبُل تقييم الحياة حول العالم. بالتفصيل، يقوم التقرير بتحديد المراتب بالإستناد إلى معلومات مُستقاة من ’إستفتاء مؤسّسة غالوب العالمي‘ (‘Gallup World Poll’) الذي يقوم على إجابات الأفراد (عبر إعطاء تصنيف يتراوح بين صفر (الأسوأ) و 10 (الأفضل)) على مجموعة أسئلة تتمحور حول تقييم أبرز مقوِّمات الحياة ضمن دراسات إستقصائيّة خلال فترة الثلاثة أعوام المُمتدّة ما بين عامي 2016 و2018. بالإضافة، وإلى جانب ترتيب المتوسّطات الوطنيّة لتقييم الحياة في تقرير السعادة العالميّة للعام 2019، يأتي التقرير على ذِكِر ستّة عوامل رئيسيّة وهي إجمالي الناتج المحلّي للفرد الواحد، الدعم الإجتماعي، أمد الحياة الصحيّة المُتوَقَّع، الحريّة، الكَرَم، وإنعدام الفساد، في محاولةٍ لتفسير وفهم النتائج الذي توصَّل إليها. بالتالي، يُحاول التقرير إيجاد رابط أو علاقة واضحة ومُقنِعَة بين النتائج والعوامل المذكورة.
أمّا بالنسبة لنتائج التقرير، وعلى صعيدٍ عالميٍّ، تصدّرت فنلندا قائمة الدول من حيث مستوى السعادة خلال الفترة المُمتدّة بين عامي 2016 و2018 مع تسجيلها نتيجة 7.769 تبعتها كلٌّ من الدنمارك والنرويج بنتيجة 7.600 ونتيجة 7.554. في سياق متّصل، سجّلت بنين أفضل تحسّن (1.390) عالميّاً في نتيجة المؤشّر بين فترة (2005-2008) وفترة (2016-2018) تبعتها كلّ من نيكاراغوا (تحسّن ب1.264) وبلغاريا (تحسّن ب1.167).
إقليميّاً، كانت الدول الخليجيّة صاحبة الأداء الأفضل بحيث تربّعت الإمارات العربيّة المتّحدة على عرش دول المنطقة بنتيجة 6.825 وفي المركز ال21 عالميّاً، تلتها المملكة العربيّة السعوديّة (الترتيب العالمي: 28؛ النتيجة: 6.375) وقطر (الترتيب العالمي: 29؛ النتيجة: 6.374).
أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فقد سجَّل هذا الأخير نتيجة 5.197 في مؤشّر السعادة خلال الفترة المذكورة ما وضعه في المرتبة التاسعة إقليميّاً وال91 عالميّاً. في هذا السياق، فقد حلّ لبنان في المرتبة الثانية إقليميّاً وال54 عالميّاً من حيث التقدّم المحقّق (0.285) في نتيجة المتوسّط الوطني للسعادة من الفترة المُمتدّة بين عامي 2005 و2008 من جهة، و2016 و2018 من جهةٍ أُخرى.