زودت شركة “لوريال” ألف متجر في بريطانيا بسلال لإعادة تدوير مستحضرات التجميل، في محاولة للدفع باتجاه الحفاظ على البيئة. وتقوم علامتها التجارية “ميبلين” بالتعاون مع شركة إعادة التدوير “تيراسايكل”، بتجهيز نقاط لإعادة تدوير بعض المنتجات في عدد من المتاجر والصيدليات المعروفة أمثال: “تيسكو”، و”بووتس”، و”ساينزبيريز”، و”سوبردرغ”.
وقال مدير فرع شركة “لوريال” في بريطانيا، أن الشركة تريد أن تكون رائدة في هذا المجال، وتشق الطريق لخلق عادة إعادة تدوير مستحضرات التجميل. لكن منظمة “غرينبييس” غير الحكومية، تقول أنه لا يمكن للشركات أن تدعي أنها تفعل ما فيه الكفاية في هذا الصدد، من دون تقليل الإنتاج المعتمد على البلاستيك المستخدم لمرة واحدة.
وبدءا من يوم الخميس الماضي، أصبح في إمكان المستهلكين ترك مستحضرات التجميل الفارغة أيا كانت علامتها التجارية في سلال إعادة التدوير في عدد من المتاجر. ويُقبل رمي المنتجات التالية في السلال، وهي: علب بودرة الخدود، علب ظلال العيون، أنابيب “الفاونديشن” وخافي العيوب، الماسكرا، أقلام كحل العيون ومنتجات الشفاه. أما فرشاة المكياج أو طلاء الأظافر، فلن يسمح برميها.
وتجمع تلك المنتجات من كل المتاجر، وستخزن وتنظف وسيعاد تدويرها لتستخدم في صنع منتجات جديدة مثل قطع أثاث تستخدم في الحدائق.
وفي غضون ذلك، يقدم عدد من الشركات من أمثال “ذا بودي شوب”، وخبراء العناية بالبشرة، “كيلز” (وهي شركة مملوكة من قبل “لوريال”)، عروضا لمستهلكي منتجاتها، عند تسليم القطع الفارغة للمتجر لإعادة تدويرها. وتقول مديرة “لوريال” في بريطانيا وايرلندا، فيزماي شارما، أنه لدى الشركة “القدرة على التأثير في نطاق حقيقي”.
ووفقا لمسح أجرته شركة “ميبلين” لأكثر من ألف شخص، فإن أكثر من نصف من يضعون المكياج لم يعرفوا أنه في الإمكان إعادة تدوير مستحضرات التجميل.
وتعليقا على حملة الشركة الأخيرة، وعن مدى اختلافها عن حملات مماثلة، قال مدير الإعلام في شركة “تيراسايكل”، ستيفن كلارك، أن عدد المتاجر المشاركة في هذه الحملة يسهّل على المستهلكين إعادة تدوير مشترياتهم. وأضاف أنه بإمكان الشركة إعادة تدوير مواد مختلطة، مثل علب البودرة ذات المرايا، وكذلك مستحضرات التجميل ذات المضخات – وغالبا لا تقوم البلديات بإعادة تدوير هذه القطع. لكن جمعية “غرينبييس” تقول أن إعادة التدوير وحدها لن تحقق الكثير.
وقال رئيس قسم المحيطات في جمعية “غرينبييس”، ويل ماكالوم: “استنادا إلى البحوث اليومية التي تكشف مدى دمار كوكبنا بفعل التلوث جراء المواد البلاستيكية، فإنه من المحبط رؤية مصنّع كبير لمستحضرات التجميل يفشل في الالتزام بالتقليل من استهلاك البلاستيك”. وأضاف، أنه “من دون وضع خطط للتوجه نحو استخدام مواد تغليف يمكن إعادة استخدامها، والتقليل من استخدام البلاستيك المصنّع لاستخدام واحد، لا يمكن للشركات أن تزعم أنها تفعل ما بوسعها”. ووفقا لحملة “زيرو ويست وييك” فإن أكثر من 120 مليار وحدة تغليف تصنّع سنويا في العالم من قبل شركات مستحضرات التجميل فقط.
ولفتت “لوريال” الى أن استهلاكها للبلاستيك عام 2019 وصل إلى 137 ألف طن. وتعهدت شركة مستحضرات التجميل بأن تصبح وحدات التغليف التي تستخدمها قابلة لإعادة الملء، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير مع حلول عام 2025.
وقالت شارما أيضا أن الشركة قد كرست 50 مليون أورو للاستثمار في إعادة التدوير أو مشاريع تتعلق بالبلاستيك.