ما الذي يجعل أنظمة القيادة الذاتية الصينية مختلفة عن غيرها

يعمل مطورو السيارات في الصين على إثبات جدوى أنظمة القيادة الذاتية الخاصة بهم، ورغم أن أفكارهم وابتكاراتهم تستمد أساسا من طفرة التكنولوجيا المتقدمة، كما يفعل منافسوهم، لكنهم مهتمون بوضع بصمة لدرء القلق حول هذه النوعية من المركبات بعيدا عن مسألة التكاليف.

تعتمد شركات السيارات الصينية بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة لتحسين أنظمتها في الطرز الحديثة، وخاصة في ما يتعلق بالقيادة الذاتية، والتي تبرز بشكل مختلف عن غيرها في مجموعة من التفاصيل.

وهذه الأنظمة تستفيد من الكم الهائل من البيانات التي يتم جمعها عبر تطبيقات الهواتف الذكية وأجهزة الاستشعار، مما يسمح بتحسين قدرة القيادة الذاتية.

وبالمجمل، تتميز الأنظمة الصينية بتكيفها السريع مع التحديات المحلية واستخدامها المتقدم للبيانات والتقنيات الحديثة، وهو ما يجعلها تواكب أو تتفوق في بعض الأحيان على الأنظمة في دول أخرى، ويجعلها تكتسب ثقة أكبر.

ومع انتشار المدن الذكية في الصين، تصبح أنظمة القيادة الذاتية أكثر توافقاً مع تكنولوجيا المرور المتقدمة، حيث تساهم الحلول المعتمدة على الاتصالات بتقنية الجيل الخامس (5 جي) والذكاء الاصطناعي في تحقيق القيادة الذاتية بشكل أكثر كفاءة.

وأفادت رويترز في أغسطس الماضي، أن السلطات الصينية كانت تعطي الضوء الأخضر بقوة للتجارب الخاصة بتكنولوجيا القيادة الذاتية، حيث أجرت 19 مدينة على الأقل اختبارات لسيارات الأجرة الآلية والحافلات الآلية.

وتشمل الشركات التي تمتلك أساطيل كبيرة من سيارات الأجرة الآلية في الصين شركة أبولو غو، وهي شركة تابعة لمجموعة بايدو العملاقة للتكنولوجيا، والتي نشرت ألف سيارة أجرة آلية في مدينة ووهان بنهاية عام 2024.

وهناك شركات أخرى تستكشف فرص سيارات الأجرة الآلية في أكبر سوق للسيارات في العالم، مثل وي رايد وأوتو إكس وسايك موتور.

وفي خضم ذلك، يبرز كبار تصنيع السيارات على تقديم آخر ما لديهم من ابتكارات، فقد قدمت شركة بي.واي.دي للسيارات الكهربائية هذا الشهر، مثلا، ميزات قيادة ذاتية متقدمة لمعظم طرازاتها، بما في ذلك تلك التي يصل سعرها إلى 9555 دولارا.

ووصفت الشركة الصينية العملاقة، نظام مساعدة السائق المتقدم أي.دي.أي.أس “غادز آي” بأنه منصة من ثلاث طبقات مقسمة حسب قوة الحوسبة.

ويستخدم النظام الحوسبة المتقدمة والليدار لتوليد صور ثلاثية الأبعاد لمحيط السيارة للمساعدة في التنقل حول العوائق. ويتم توفيره في ثلاث إصدارات تتضمن ميزات ركن السيارة آليا والحفاظ على المسار، في نطاق تقنيات المستوى الثاني من القيادة الآلية.

وقال نائب الرئيس الأول لبي.واي.دي ورئيس معهد أبحاث تكنولوجيا السيارات الجديدة، يانغ دونغ شنغ، إن “سيارة غادز آي تستخدم رقائق القيادة الذكية والهندسة الخوارزمية التي طورتها الشركة بنفسها.”

وأوضح أنها تتضمن منصات كمبيوتر من موردين تابعين لجهات خارجية، بما في ذلك إنفيديا وهوريزون روبوتيكسز.

وستزود آيتو المدعومة من هواوي علامة إي.في سيارتها الأكثر مبيعًا أم 7 برؤية نقية لنظام القيادة المتقدم من شركة الاتصالات العملاقة. وتتميز نسختها الأساسية، التي تأتي مع رادارات بقطر ثلاثة ملليمترات و10 كاميرات و12 رادارًا بالموجات فوق الصوتية، بالملاحة على الطرق السريعة والسريعة الحضرية.

كما تتضمّن مساعد الدخول والخروج التلقائي من المنحدر، وتغييرات المسار الجزئي التلقائي وتجنب العوائق، وركن السيارة الذكي.

ويتم استخدام النسخة المتقدمة التي تعمل بالليدار في إصدارات أم 7، وتسمح بالتنقل في شوارع المدينة والفرملة الطارئة التلقائية للعقبات ذات الأشكال الخاصة.

وبالنسبة إلى العلامات التجارية الأخرى للسيارات الكهربائية المدعومة من هواوي، بما في ذلك أفاتر، يتوفر البرنامج المتقدم بحوالي 4100 دولار على أساس الاشتراك.

وبالنسبة إلى شركة إكس بينغ، فقد أطلقت سيارتها الكهربائية الأكثر تكلفة مع ميزات القيادة الذاتية المتقدمة تحت علامتها التجارية الفرعية مونا في أغسطس المقبل.

ويتميز إصدار مونا أم 03 ماكس بحل الرؤية فقط مع التحكم في الحفاظ على المسار والتحكم التكيفي في ثبات السرعة والملاحة على الطرق السريعة وحركة المرور في المناطق الحضرية وركن السيارات تلقائيًا عند المغادرة والخروج الذكي من أماكن وقوف السيارات.

أما تشاومي فليست بعيدة عن هذا السباق، إذ يأتي نظام القيادة الذكي الخاص بالشركة الصينية في نسختين على سيارات أس.يو 7 إي.أف.أس، وكلاهما يتميز بركن السيارات التلقائي والملاحة على الطريق السريع.

وتتيح النسخة الأعلى سعرًا المزودة بنظام ليدار، على عكس نسخة الرؤية النقية، أيضًا ميزات الملاحة الحضرية مثل تجنب الاصطدام والتعرف الخاص على المركبات على فئات أس.يو.في.

في هذه الأثناء، تهدف شركة تسلا العملاقة للسيارات الكهربائية الأميركية أيضا إلى جلب القيادة الذاتية الكاملة (أف.أس.دي) إلى الصين في الربع الأول من عام 2025، في انتظار الموافقة التنظيمية.

وتقدم تسلا برنامج قيادة ذاتية كامل، ولكن بمجموعة مقيدة من الميزات التي تحد من النظام للعمليات، مثل تغيير المسار الآلي.

وتحظى مركبات تسلا بميزات أساسية للقيادة الذاتية، بما في ذلك التحكم في السرعة مع مراعاة حركة المرور والتوجيه الذاتي داخل المسار مع

مجموعة مساعدة القيادة الذاتية المحسنة التي تتضمن تغيير المسار تلقائيًا وركن السيارة تلقائيًا.

ويمكن لخيار أف.أس.دي ، والذي من المتوقع إطلاقه في وقت لاحق من هذا العام، التعرف على إشارات المرور وعلامات التوقف والاستجابة لها وإجراء الملاحة الذاتية في شوارع المدينة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةديب سيك للذكاء الاصطناعي يتيح المزيد من التقنيات الرئيسية
المقالة القادمةترقب لإرتفاع أسعار المواد الغذائية في رمضان رغم النفي؟!