أعلن عملاق التكنولوجيا الأميركي مايكروسوفت الاثنين أنه سيفصل بعض أنشطته على المستوى العالمي في محاولة لتجنب غرامة محتملة تتعلق بمكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي.
وقالت الشركة في بيان إنها “ستفصل في عمليات البيع عالميا بين برنامج الدردشة والفيديو تيمز وباقة أوفيس”، وذلك بعد ستة أشهر من الفصل بينهما في أوروبا.
وتجري المفوضية الأوروبية تحقيقا في ربط مايكروسوفت بين أوفيس وتيمز منذ شكوى تلقتها في 2020 من التطبيق المنافس سلاك المملوك لشركة سيلز فورس والذي يقدم أيضا خدمات المراسلة المتعلقة بأماكن العمل.
وحل برنامج تيمز، الذي أُضيف مجانا إلى نظام أوفيس-365 في عام 2017، محل تطبيق سكايب في التواصل داخل مساحات العمل وزادت شعبيته خلال فترة الجائحة.
ويقول منافسون إن دمج المنتجين معا يمنح مايكروسوفت التي فصلت الشركة بين في الاتحاد الأوروبي وسويسرا في أواخر أغسطس الماضي، ميزة تنافسية غير عادلة.
وتواجه الشركة لغرامة قد تصل إلى 10 في المئة من مبيعاتها السنوية عالميا في حال أُدينت بانتهاك قواعد مكافحة الاحتكار.
وتعرضت مايكروسوفت لغرامات تتعلق بممارسات احتكارية في الاتحاد الأوروبي بقيمة 2.2 مليار يورو (2.4 مليار دولار) في العقد الماضي نتيجة ربط أو تجميع منتجين أو أكثر معا.
وقال متحدث باسم الشركة، لم تذكر رويترز هويته، إنه “لضمان الوضوح لعملائنا، نقوم بتوسيع الخطوات التي اتخذناها العام الماضي لفصل تيمز من أم 365 وأو 365 في المنطقة الاقتصادية الأوروبية وسويسرا إلى الزبائن على مستوى العالم”.
وأضاف إن “القيام بذلك يعالج أيضًا التعليقات الواردة من المفوضية الأوروبية من خلال تزويد الشركات متعددة الجنسيات بالمزيد من المرونة عندما ترغب في توحيد عمليات الشراء الخاصة بها عبر المناطق الجغرافية”.
وذكرت مايكروسوفت في إحدى التدوينات أنها تقدم مجموعة جديدة من مجموعات مايكروسوفت 365 وأوفيس 365 التجارية التي لا تتضمن تيمز في مناطق خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية وسويسرا، وكذلك تقدم تيمز المستقلة الجديدة لزبائن المؤسسات في تلك المناطق.
وبدءا من مطلع أبريل الجاري، يمكن للزبائن إما الاستمرار في صفقة الترخيص الحالية أو تجديد العروض الجديدة أو تحديثها أو التبديل إليها.
وبالنسبة للزبائن التجاريين الجدد، تتراوح أسعار أوفيس من دون تيمز من 7.75 دولارا إلى 54.75 دولارا اعتمادًا على المنتج بينما تبلغ تكلفة تيمز ستاندلون 5.25 دولارات.
ويقول خبراء إن هذه الأسعار قد تختلف حسب البلد والعملة، خاصة وأن مايكروسوفت لم تكشف عن أسعار المنتجات المعبأة الحالية.
وقالت مصادر في القطاع “قد لا يكون تفكيك الشركة كافيا لدرء رسوم مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي والتي من المحتمل أن يتم إرسالها إلى مايكروسوفت في الأشهر المقبلة”.
وأضافت إن “المنافسين ينتقدون مستوى الرسوم وقدرة خدمات المراسلة الخاصة بهم على العمل مع تطبيقات أوفيس ويب في خدماتهم الخاصة”.
ومثل غيرها من شركات التكنولوجيا الكبيرة، طورت الشركة الأميركية أعمالها لسنوات من خلال عمليات الاستحواذ، مثل الإعلانات وألعاب الفيديو.
ولكن في العقد الماضي، تجنبت التحقيقات التي أصابت منافسيها غوغل وفيسبوك وآبل وأمازون. وتواجه جميع هذه الشركات دعاوى وتحقيقات ضد الاحتكار في العديد من القضايا.