تحّول مطار بيروت خلية أزمة تحطّ على مدارجه طائرات المساعدات الإنسانية وتُقلع منها طائرات تحمل لبنانيين وأحلامهم وخيباتهم إلى بلاد آمنة. كلّ هذه الحركة تحصل، فيما هذا المرفق الحيوي مهدّد بالاستهداف الإسرائيلي في ظلّ اتصالات ديبلوماسية لا تهدأ لتحييده.
حال مرفأ بيروت كحال المطار، إذ كان للمتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري تلميح سابق شملهما، وضمّنه تهديداً بالاستهداف في حال إدخال «حزب الله» أسلحة عبر أحدهما.
وعلى رغم من التهديد، فإنّ الهدوء في مرفأ بيروت والحركة فيه يوحيان بأنّ الأمور على ما يرام، وأنّ العمل مستمر طبيعياً لولا صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي عادت إلى سماء العاصمة أخيراً بعد غياب لأيام.
يقول مدير مرفأ بيروت عمر عيتاني لـ«الجمهورية»، إنّ الموظفين يحضرون جميعاً ويداومون يومياً وبنحو طبيعي.
وبالنسبة إلى حركة الاستيراد والتصدير يرى عيتاني أنّها «شبه طبيعية»، من دون أن ينسى الإشارة إلى «أنّ أزمة البحر الأحمر أثّرت على حركة الملاحة بالطبع، إلاّ أنّ الوضع في مرفأ بيروت لم يتغيّر كثيراً على رغم من أنّ غالبية البواخر التي ترسو في المرفأ محمّلة بالمواد الغذائية والطبية.
ومن هذا المنطلق، يشدّد عيتاني على أنّ الأولوية اليوم هي تفريغ هذا النوع من السلع الضرورية أي المواد الغذائية والطبية. ويقول: «عقدنا سلسلة اجتماعات في هذا الإطار، وبدأنا بتسريع عمليات التفريغ بالتعاون مع الجهات المعنية، وبتشديد أمني من جانب الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني».
وبالحديث عن الجيش، لا بدّ من الإشارة إلى تقارير إعلامية تتحدّث عن أنّ كلّ ما يصل إلى مطار بيروت يخضع لتفتيش دقيق للتأكّد من عدم دخول السلاح. وبالتالي تسعى كلّ السلطات الرسمية اللبنانية إلى دحض أي ذريعة إسرائيلية لاستهداف المطار. ويبدو أنّ المرفأ يشهد ايضاً تدابير تضمن سلامته وتحييده عن الأعمال العسكرية العنيفة الدائرة.
وفي هذا السياق، يعتمد عيتاني مجدداً على ردّ وزير الأشغال والنقل علي حمية، الذي أكّد سابقًا أنّ المطار والمرفأ مدنيان ولا صحة للادعاءات الإسرائيلية.
لكن ماذا لو استُهدف المرفأ؟
يردّ عيتاني مطمئناً إلى أنّ «لا معلومات عن إمكانية استهداف مرفأ بيروت، والتطمينات الديبلوماسية موجودة على رغم من أنّ لا شيء مضموناً طبعاً». ويضيف شارحاً: «أنّ الحكومة كانت قد وضعت خطة طوارئ في حال وقوع أي طارئ أو تطور كبير، وإذا حصل أي تغيير فإنّ الخطة بالتأكيد ستُطبّق وفقاً لما يتناسب مع حجم الحدث إن وقع. مشيراً أيضاً إلى «وجود خطة لإجلاء الموظفين للحفاظ على سلامتهم وخطة أخرى تضمن التعاون بين بقية المرافئ في لبنان.
سفر عبر البحر
إلى ذلك، وإن كان مرفأ طرابلس يشهد حركة سفر عبر العبّارات والسفن إلى مرسين في تركيا وإلى قبرص، فإنّ هذا النوع من التحرّكات لا يبدو بالنشاط نفسه في مرفأ بيروت.
ويقول عيتاني في هذا الإطار، إنّ السلطات التركية أجلت قبل أيام رعاياها في الباخرة التي وصلت محمّلة بمساعداتها للبنان، غير أنّ عدد المغادرين لم يكن كبيراً.