في خضم تراجع عوائد الكثير من الأدوات الاستثمارية والتقلبات التي تشهدها الأسواق بفعل جائحة كورونا، أقبل الرئيس التنفيذي لشركة “ميكرو استراتيجي” الأميركية على ضخ سيولة استثمارية تقدر بنحو 500 مليون دولار على نحو مفاجئ في مشتريات للعملة المشفرة “البيتكوين”.
وفي مقابلة مع وكالة بلومبرغ قال مايكل سايلور إن التغير في سياسات الفدرالي حيال التضخم والتقلبات الحادة التي تضرب الأصول العالمية ساعد على إقناعه بضرورة ضخ السيولة المتوفرة لديه في البيتكوين.
وأضاف سايلور “نشعر بثقة تامة أن البيتكوين في الوقت الحالي أقل خطورة من الاحتفاظ بالسيولة… أقل خطورة حتى من الاحتفاظ بالذهب”.
وقبل جائحة كورونا اعتاد سايلور على ضخ السيولة المتوفرة لدى شركته في أذون الخزانة الأميركية قصيرة الأجل، ولكن نظرته حيال تلك الاستراتيجية تغيرت بشدة مع التراجع الحاد الذي منيت به العوائد في أعقاب الجائحة.
وفي اجتماع لجنة السياسة النقدية خلال وقت سابق من الشهر الجاري، قال الفدرالي الأميركي إن بيئة منخفضة لأسعار الفائدة قد تستمر على الأقل حتى العام 2023 في وقت أشار فيه البنك إلى استهدافه لمتوسط تضخم حول 2٪ بدل من استهداف معدل ثابت ما يعني أن البنك قد يسمح للتضخم بالتحرك فوق هذا المستوى الذي ظل هدفا للبنك لسنوات طويلة.
ويعتقد سايلور أن السياسة الجديدة للفدرالي ستؤدي إلى تضخم في أسعار الأصول بنحو 20٪ ما سيؤدي إلى تآكل القوة الشرائية وبالتبعية العوائد الاستثمارية.
وتابع “بمجرد أن تراجع العائد الحقيقي على أذون الخزانة الأميركية أكثر من 10٪ أدركنا أن قيمة السيولة المتوافرة لدينا تتآكل كما لو أنها مكعب جليد ينصهر”.
وباتت شركة ميكرو استراتيجي أول شركة مدرجة تستثمر حصة الأسد من السيولة لديها في البيتكوين، إذ اشترت الشركة في منتصف أغسطس الماضي بنحو 250 مليون دولار بالإضافة إلى نحو 175 مليون دولار في منتصف سبتمبر الجاري، بحسب ما ذكره سايلور والذي أضاف أنه سيواصل استثمار النقد الناتج عن العمليات في صفقات شراء مستقبلية للعملة المشفرة.