اعتبر نائب رئيس “الهيئة اللبنانية للعقارات” رئيس اللجنة الهندسية المهندس عماد الحسامي أنه “لا شك في أن المحن التي شهدها لبنان في العام المنصرم، خصوصا الضائقة الاقتصادية وانفجار المرفأ وهجرة الرساميل، لعبت دورا سلبيا في ارتفاع هائل في عدد الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط أو الانهيار الكلي او الجزئي بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي وانعكاسه على مواد البناء والتدعيم والترميم وغياب الدعم الرسمي، بالاضافة الى غياب الصيانة لأسباب تتعلق بالقوانين الاستثنائية كالايجارات القديمة او بسبب غياب الرقابة على جودة مواد البناء وغيرها”.
وقال في بيان إثر الاجتماع الدوري للهيئة: “أنها بعض الأسباب التي تضعنا أمام أخطار نحن بالغنى عنها في هذه الظروف التي لا تخفى على أحد، ما يستدعي الاضاءة على مدى الخطورة على السلامة العامة وسلامة الأرواح. هنا نحاول اختصارها في عاملين هامين، كلاهما يحول الآمنة نسبيا منها إلى قاتلة: العامل الأول هو التآكل المتسارع لقدرة الحمولة للمبنى من جراء تسرب مياه الأمطار والملوثات عبر الشروخ لتسبب صدأ في حديد التسليح الحامل للمبنى، وهذا عامل بطيء مستمر ويمكن معالجته لو توافرت الامكانات المادية لذلك”.
وتابع: “أما العامل الثاني فهو مباغت، مفاجىء، وقد يكون مفجعا، ويتمثل بازدياد إمكان وسرعة انهيار المبنى في حال الهزات والانفجارات التي باتت تتزايد في الفترة الاخيرة من جراء مواد مشتعلة او متفجرة او تخزين لمواد خطيرة من دون ترخيص ومن دون مراعاة معايير السلامة العامة بين الابنية والمنشآت، بما فيها تلك التي كانت تعتبر في العادة ضعيفة أو غير خطرة”.
وشدد على “ضرورة التسريع في عملية التدعيم بما يتماشى مع الجوانب القانونية والفنية والهندسية لنشر نوع من التوعية في هذا المجال لتفادي اي انهيار مرتقب بطريقة زهيدة غير مكلفة”، مقترحا بعض اساليب التدعيم العملية، كالآتي: إضافة أعضاء حاملة كالأعمدة والجسور الحديدية أو الاسمنتية حيث يمكن، او زيادة قدرة الحالية منها بواسطة تقنية التلبيس للعمود لزيادة حجمه. توزيع الأحمال على مساحات أكبر كمثل عمل تيجان للأعمدة.
ترميم أو استبدال الأسقف المتصدعة، أو زرع إطار أو جسور حاملة. تقنية التلبيس بأنسجة الكربون، لزيادة قدرة الأحمال ومقاومة الهزات والزلازل. تقنية التقطيب بغرس دبابيس فولاذية، وهذه تفيد الأعمدة والجدران الحاملة المتشققة بشكل خاص. حقن مواد لاصقة أو مقوية (Epoxy resin) لزيادة تماسك الخرسانة المتآكلة بعض الشيء. ثم بعد ذلك يتم ملء الفراغات بحشوات إسمنتية مصنعة للترميم الأنشائي أو للعزل المائي والتجميل”.
وحذرت الهيئة “مما يستباح من مخالفات تشكل خطرا على الناس من استحداث منشآت تحتوي على مواد متفجرة او مشتعلة بين الاحياء والمناطق المكتظة سكانيا”، مشددة على “ضرورة التشدد في الرقابة وانزال اشد العقوبات بكل مخالفة”.
وختمت: “لن نرضى أن يقع ضحايا من جراء الإهمال والمحسوبيات من أجل إرضاء أي جهة”.