نعمة وكارتيل الأفران «يكدشون» لقمة جديدة من رغيف الخبز

لم يكن ينقص الانهيار الاقتصادي والاجتماعي سوى إعلان وزير الاقتصاد راوول نعمة عن زيادة سعر ربطة الخبز الى 2500 ليرة لبنانية، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار. نعمة المتواطئ مع كارتيل الأفران سبق له أن رفع سعر هذه الربطة مرتين بحجة ملامسة الدولار الواحد حدود الـ8 آلاف ليرة لبنانية. لا يمكن بطبيعة الحال لمصرفيّ أن يتفهّم قيمة رغيف الخبز في ظرف مماثل

ثمة من يُصرّ على سوق شعب بأكمله الى الانهيار الشامل عبر المسّ بربطة خبزه مقابل الحفاظ على أرباح كارتيل الأفران ومضاعفتها. فلم يكتف وزير الاقتصاد راوول نعمة بالسماح لهذا الكارتيل بخفض وزن ربطة الخبز قبل شهر ورفع سعرها الى 2250 ليرة، رغم استمرار مصرف لبنان في دعم القمح والطحين، بل عمد يوم أمس الى الخضوع لجشع التجار مرة أخرى عبر الموافقة على زيادة السعر ليصل إلى 2500 ليرة لبنانية. وبرر نعمة هذا الارتفاع عبر ربطه بـ«الارتفاع المتواصل والحادّ لسعر القمح في البورصة العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار، وحفاظاً على الأمن الغذائي»! ووصف نعمة القرار بـ«المؤلم، لكن الخيار الآخر هو توقف الأفران عن الإنتاج بعد تكبّد الخسائر».

قرار وزير الاقتصاد المتواطئ مع الكارتيل على لقمة الفقير، سيسهم في تسريع الانفجار الاجتماعي الذي بدأ من طرابلس. حجته اليوم هي ارتفاع سعر صرف الدولار، علماً بأن رفع سعر ربطة الخبز الى 2000 ليرة سابقاً كان تحت الحجة نفسها بوصول الدولار الى ما يعادل 8 آلاف ليرة لبنانية، ما يعني أن الدولار لم يقفز الى حدود تبرر هذا الارتفاع الكبير بنسبة تتجاوز الـ10 في المئة، خصوصاً أن مكوّنات الرغيف الأساسية مدعومة. لكن نعمة سمح بخفض وزن ربطة الخبز من جهة، وبزيادة سعرها أكثر من الجهة الأخرى، فارتفع من 1500 ليرة إلى 2500 ليرة في غضون أشهر. بطبيعة الحال، لا يمكن للمصرفي الذي يشغل منصب وزير اقتصاد أن يفهم الواقع المزري التي وصلت اليه أوضاع ما يفوق 50% من الأسر اللبنانية، وأن ثمة من يمثل رغيف الخبز له وجبة طعام كاملة. وبدلاً من أن يستغل نعمة المساعدات التي وصلت لقطع الطريق على المافيا وإخضاعها عبر إنشاء أفران شعبية تؤمن للفقراء قوتهم اليومي، تواطأ مع كارتيل الأفراد لـ«كدش» أكثر من لقمة من الرغيف.

 

للاطلاع على الخبر كاملا:

http://www.al-akhbar.com/Politics/299694

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةمع بداية الاسبوع… كم سجّل دولار السوق السوداء؟
المقالة القادمة«التخبيص» عن بُعد: ضعف المستويات آتٍ