أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أنه في خضم الاضطرابات الاقتصادية، تمكن صانعو السياسات في دول مجلس التعاون الخليجي من تخفيف الآثار الاقتصادية لهذه الاضطرابات؛ حيث سجلت دول المجلس نمواً ملحوظاً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.3 في المائة في عام 2022.
جاء ذلك خلال مشاركة البديوي في اجتماع المحافظين العرب مع رئيس مجموعة «البنك الدولي»، أجاي بانجا، الذي عُقد على هامش اجتماعات «صندوق النقد الدولي» و«البنك الدولي» في مراكش بالمغرب؛ حيث أشاد بسياسات التحوط المالي في دول المجلس، وتوجهها المستمر لدعم الإيرادات غير النفطية، وإصلاح السياسات الضريبية، وتحديث ورقمنة مالياتها العامة؛ مما عزز مركزها المالي، وساعدها في تحقيق هوامش مالية وخارجية قوية.
وحسب البديوي، فإن الاقتصادات الخليجية نجحت في الصمود والتعامل بمهارة مع التحديات الاقتصادية، والتعافي من جائحة «كورونا»، رغم ضغوط التضخم العالمي، وبطء التعافي العالمي غير المتكافئ، مؤكداً توجه دول مجلس التعاون الخليجي نحو تنويع الاقتصاد، وتعزيز نمو القطاع غير النفطي. وشدد أيضاً على التزام دول مجلس التعاون بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف، من خلال استجابة الدول الأعضاء لدعوة «صندوق النقد الدولي» لدعم فريق النمو السريع والحد من الفقر، وكذلك فريق الدعم الإقليمي، بمساهمات كبيرة من السعودية، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان.
واعتبر أن التحديات الاقتصادية تشكل تهديداً لهدف المجلس المشترك، المتمثل في عالم خالٍ من الفقر، يتسم بالتنمية المستدامة والرخاء المشترك، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي يسير على مسار محفوف بالمخاطر؛ حيث يتوقع «البنك الدولي» أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون إلى أن التصدي للتحديات العالمية يتطلب من الجميع الالتزام بالقيم والأهداف المشتركة، والاعتراف بأن الترابط العالمي يستلزم التعاون والتآزر بشكل مشترك، وأن التحديات الاقتصادية العالمية تتطلب إيجاد حلول مستدامة تخفف من آثار هذه التحديات. وتعتمد هذه الحلول ومتانتها على الجهود والإجراءات المشتركة للمجتمع الدولي، ومن خلال التعاون مع المؤسسات المالية العالمية، فضلاً عن الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف بين الدول والمؤسسات الدولية؛ لضمان مستقبل عالمي أكثر ازدهاراً وإنصافاً واستدامة.
كما نوه بالتقدم الذي أحرزته الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها دول المجلس في مواجهة التحديات الاقتصادية، والتي أسفرت عن نتائج إيجابية على الاقتصاد، وتحسين مناخ الأعمال والقدرة التنافسية، وتحقيق قفزة في مشاركة المرأة في القوى العاملة. كذلك شهد القطاع غير النفطي قفزة بنسبة 4.8 في المائة في عام 2022.
ويضم مجلس التعاون الخليجي 6 دول، هي: المملكة العربية السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، وتتمثل أهدافه في تعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين أعضائه.