أشعل قرار إدارة “رينو” Renault، تصنيع سيارتها الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات “داسيا سبرينغ” Dacia Spring، في الصين، احتجاجات من جانب عمّال الشركة في وطنها الأم، فرنسا.
تحتج نقابات عمال “رينو” على إنتاج شركة صناعة السيارات الفرنسية لسيارتها الكهربائية الجديدة في الصين وبيعها في أوروبا، في صدام مرشّح لأن يصبح أكثر بروزاً إلى العلن، نظراً إلى عدد الشركات الوطنية التي لديها خطط مماثلة.
وتهاجم مجموعات العمال إدارة “رينو” لقرارها تصدير “داسيا سبرينغ”، التي تقول عنها إنها أرخص “كروس أوفر” كهربائية في أوروبا، إلى هذه القارة بعد صُنعها في مقاطعة هوبي، وسط الصين، انطلاقاً من أن القلق يساور العمال حيال خطة خفض الوظائف التي أعلنتها الشركة قبل أن تحصل على قرض مدعوم من الدولة الفرنسية في يونيو/ حزيران 2020.
المتحدث باسم نقابة “سي.إف.دي.تي” CFDT، فرانك داوست، قال: “إننا نعارض أساساً تصنيع داسيا سبرينغ في الصين، فهذا لا يتماشى مع الدعم الحكومي المقدّم إلى صناعة السيارات ودعم الوظائف في فرنسا”.
ومن المتوقع أن تصبح الشكاوى النقابية أكثر شيوعاً ليس في فرنسا وحسب، بل على مستوى أوروبا ككل وأميركا أيضاً، إذ يُخطط صانعو السيارات الفرنسيين لموجة مماثلة من تصدير الصناعة إلى الخارج، والعديد منها في مجال السيارات الكهربائية، بما يشمل طرز iX3 من شركة “بي.إم.دبليو” BMW AG الألمانية، التي بدأت الإنتاج أخيراً في شنيانغ، وكذلك الأمر بالنسبة للموديل 3 التابع لشركة “تسلا” Tesla Inc الأميركية، والذي بُني مصنعه قريباً من مدينة شنغهاي.
فالعديد من العلامات التجارية تُخطط لإنشاء قاعدة لتصنيع مجموعاتها بالكامل في الصين، بما في ذلك سيارة “سمارت” Smart من شركة “دايملر” Daimler AG الألمانية، و”بولستار” Polestar المنتجة بمشروع مشترك بين “فولفو” Volvo و”لينك أند كو” Lynk & Co، علماً أن الطرازات الثلاثة مملوكة جميعها بعقود مشتركة للمجموعة الصينية Zhejiang Geely Holding Group. أما خطة “رينو” فتكتسب صعوبة خاصة لأسباب سياسية.
فقد سحبت الشركة جزءاً صغيراً من القرض البالغ 5 مليارات يورو (5.9 مليارات دولار)، الذي دعمته فرنسا سابقاً هذا العام، حيث لم يوفر الرئيس إيمانويل ماكرون الأموال الحكومية إلا بعدما وافقت شركة صناعة السيارات على التشاور مع النقابات بشأن خطط مصنعين غير مستغلين داخل فرنسا.
ودعا الاتحاد العمالي “إف.أو” FO، الذي يمثل أيضاً عمال “رينو”، إدارة الشركة إلى الالتزام بهدفها جعل فرنسا مركزاً عالمياً للتميّز في تصنيع السيارات الكهربائية، واعتبر الاتحاد أن بصمة “سبرينغ” الكربونية ستكون “كارثية” بسبب الانبعاثات الناتجة عن نقل النموذج من الصين إلى أوروبا، مشيراً إلى أنه “من غير المعقول وغير المسؤول أن نجعل التصنيع في أي مكان باستثناء فرنسا”.
ومن المقرر أن تُنتج “رينو” الطراز “سبرينغ” في المصنع الذي تديره بالاشتراك مع شركة “دونغفينغ موتور غروب” Dongfeng Motor Group، وشريكها في التحالف “نيسان” Nissan Motor اليابانية، في مدينة شيان، حيث تُنتج “رينو” أيضاً سيارتها City K-ZE الكهربائية.