تُشكل المطالبة بتطبيق اللامركزية الادارية نقطة التقاء مختلف الاطراف بمن فيها الثنائي حزب الله حركة امل على قاعدة الالتزام بتطبيق بنود اتفاق الطائف التي لا زالت على الورق منذ ثلاثة عقود. لكن نقطة الخلاف بين المكونات لاسيما مع الثنائي الشيعي هي مسألة الضوابط التي يجب أن تترافق مع آلية تنفيذ اللامركزية كي لا تجنح برأي هذا الفريق نحو الفديرالية وهو ما تعتبره المعارضة حجة من قبل الثنائي لعدم تطبيق هذا البند لأنه يدفع بمناطق الحزب وحركة امل نحو الالتزام أكثر بالدولة لناحية الجباية ودفع الضرائب والحد من الفوضى المنتشرة هناك.
اللامركزية الادارية برأي البعض هي مفتاح لمطالب كثيرة لم يعد التأخير المتعمد من قبل قوى السلطة في تنفيذها يُجدي نفعا، ويأتي على رأس تلك المطالب أو الاولويات استحداث مطار ثانٍ بعد ان تلمس الجميع خطورة ما يحصل داخل مطار بيروت على المستويين اللوجستي والامني وانعكاس ذلك على تراتبية لبنان على اللوائح العالمية واحتلاله مراكز متدنية لناحية التنظيم وضبط التهريب وغيرها من الامور التي تحصل داخل حرم المطار.
وجاء تصريح وزير السياحة وليد نصار والذي ناشد فيه عقد اجتماع طارئ لبحث ما يحصل في المطار وإيجاد حلول لتأمين الإجراءات التي تسهل وتحترم حركة المسافرين، اضافة الى دعوته لاستحداث مطار ثان، ليؤكد ان الوضع لم يعد يحتمل خصوصا وأن التطورات على الصعيد السياحي والارقام التي سُجلت هذا الصيف تستدعي وعلى عجل البدء بهذا الاجراء عبر تجهيز مطار القليعات في عكار، وهو ما يؤكد عليه بشكل مستمر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وعد نواب عكار قبل أسابيع بتحريك الملف على أن يكون في المرحلة الاولى مطارا لشحن البضائع وبعدها لاستقبال الوافدين.
هذه الوعود التي تعاقبت الحكومات منذ عقود على اطلاقها، تحتاج وفق نواب عكار الى قرار سياسي كبير بدأت ملامحه تظهر عبر التوافق الاقليمي الذي ينعكس حكما على لبنان، وهو ما يُعول عليه عدد كبير من الاطراف لاسيما وان لمطار القليعات موقع استراتيجي على المستوى العربي والاقليمي ومُجهز لاستقبال آلاف الوافدين شرط أن تحسم الحكومة قرارها وتفتح باب المناقصات للشركات لتجهيزه واستثماره. واذا كان وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية مُصرا على ابقاء الاهالي الصامدين في المناطق المحررة في أرضهم عبر انجاز عدد من المشاريع في الجنوب، فالأجدى به بحسب ما يقول نواب عكار العمل على وضع مطار القليعات في الخدمة ليُسجل خطوة غير مسبوقة في تاريخ لبنان ويُنجز في عهده داخل الوزارة ما استحال على وزراء وحكومات القيام به.
مصادر في وزارة السياحة تخشى بدورها من انعكاس أزمة المطار على الموسم السياحي المقبل، فما حصل في الساعات الماضية يدفع بالوافدين الى العدول عن مشروع العودة الى لبنان في حال لم تجد الحكومة بديلا عن قدرة مطار رفيق الحريري الاستيعابية وإدراج مطار رينيه معوض في القليعات على جدول اعمال مجلس الوزراء لوضعه في الخدمة في مهلة لا تتعدى الثلاثة أشهر، تزامنا مع اطلاق ورشة صيانة البنى التحتية من طرقات وانارة من طرابلس الى منطقة القليعات في سهل عكار.