استكمالاً لطلب وزارة الأشغال العامة والنقل الاستفادة من «ستوكات البحص والتفينول» الموجودة لدى مقاولين في كساراتهم. طلبت الوزارة من الحكومة مرّة أخرى الموافقة على نقل واستخدام المواد الموجودة في المقالع والكسارات المقفلة لاستخدامها في ورش وأشغال الوزارة. ولكن أتى الطلب هذه المرّة من قبل وزارة الداخلية والبلديات على شكل خطة، تقضي بـ«اتخاذ إجراءات وتدابير لتأمين نقل واستخدام البحص والرمل، إنّما من دون إعادة فتح الكسارات، أو السماح لها بالعمل».
لذا، قرّرت الحكومة الموافقة على طلب وزارة الداخلية، ما سيتيح لوزارة الأشغال استكمال مشاريع صيانة الطرقات والاستفادة من «ستوكات البحص والرمل» للغاية، ولكن وفقاً لخطة وزارة الداخلية والبلديات، والتي ستتوجه إلى عدد محدّد من الكسارات والمقالع لتستخرج من مخزونها الكميات المطلوبة من قبل وزارة الأشغال العامة والنقل. ووفقاً للخطة، ستكلّف مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش إجراء الكشوفات بالتنسيق مع المحافظين. ثمّ تصدر المديريات الإقليمية في وزارة الأشغال العامة والنقل أذونات النقل اليومية، والعائدة لكلّ «ستوك» على حدة، على أن يطّلع المحافظون عليها أيضاً.
وقبل نقل المواد من الكسارات والمقالع، تُستوفى الرسوم المتوجبة عليها من قبل مديرية الضريبة على القيمة المضافة ومديرية الواردات. ولفت القرار الحكومي إلى أنّ دفع المقاول أو صاحب الكسارة الرسوم المتوجبة عليه، لا ينشئ أيّ حق مكتسب، ولا تعتبر هذه العمليّة تسويةً لوضعه الراهن. كما كلّفت الحكومة القوى الأمنيّة منع إدخال أيّ «كسارة متنقلة» إلى الأراضي التي ستسحب منها «الستوكات»، وذلك لمنع المقاولين من القيام بأيّ أعمال استخراج جديدة من أرض الموقع تحت غطاء نقل «الستوكات».
ويذكر أنّ هذه النقطة فجّرت نقاشاً حاداً في مجلس الوزراء في جلسة 24 تشرين الأول عام 2025. إذ استغلت شركات الترابة «تنشيف السوق» من البحص والرمل، وطلبت وزارة الأشغال العامة والنقل الوصول إلى «الستوكات» للوصول إلى قرار يسمح لها بالعودة إلى التنقيب. لذا مارست ضغطاً كبيراً على الوزراء، وانفجر هذا الضغط على شكل نقاش حاد بين كلّ من وزير الصناعة ووزير العمل من جهة، ووزيرة البيئة من الجهة الثانية.
إذ اعتبر حينها وزير الصناعة أنّه «يجب إعطاء أذونات استثنائية لمعامل الترابة للعمل إلى حين صدور قرارات السماح لها بالعمل من وزارة البيئة»، وهذا ما رفضته وزيرة البيئة، وطلبت بتّه في المجلس الأعلى للكسارات والمقالع بعد استكمال الملفات.



