بدعوة من سفارة الصين في لبنان ومن رئيس تجمع رجال الأعمال اللبناني الصيني السيد علي العبد الله، شارك وفد لبناني مؤلف من الإعلامي وليد الداهوك من مجموعة الإقتصاد والأعمال ومن السيد رامي الرفاعي من مجموعة ميقاتي التجارية في ورشة عمل نظمتها وزارة التجارة الصينية في معهد التدريب لمسؤولي التجارة الدولية وهو أكاديمية تابعة مباشرة لوزارة التجارة وتعرف بإسم (أيبو) وذلك في الفترة الممتدة من 16 الى 29 أيلول 2019.
وشارك في ورشة العمل وفود من الدول العربية التالية: العراق، سوريا، السودان، سلطنة عمان، جيبوتي ووفد من فلسطين. وقد تضمنت ورشة العمل العديد من المحاضرات التفاعلية أحياها أكاديميون ومسؤولون في عدد من القطاعات التجارية والشركات المهمة، وشملت إيضاً جولات ميدانية الى أكثر من مدينة ومؤسسة صينية بالإضافة إلى زيارات لأهم العالم السياحية في الصين.
وقد واكبت ورشة العمل الذكرى السبعين لأستقلال الصين حيث كانت تعج شوارع بكين خاصة بالإحتفالات والمراسم بهذا العيد الوطني الذي يعتبر أهم الأعياد الوطنية والذي يصادف في الأول من أوكتوبر اليوم الذي يتوج ما يسمونه الصينيون بالأسبوع الذهبي حيث يتشارك الصينيون فرحة العيد في الجامعات والمعامل والشركات وكل القطاعات العامة في جمهورية الصين الشعبية.
وقد ركزت المحاضرات في أكاديمية (أيبو) على التعريف بمسار النجاح الصيني والإنجازات التي حققها هذا البلد في العقود الأخيرة والتي أسس لها الرئيس الصيني دينغ شياو بينغ الذي قاد ثورة الإصلاح والإنفتاح في العام 1978 بعد حكم الرئيس ماو تسي تونغ الذي تميز في طوباويته وشاعريته ولكنه لم يستطع نقل الصين الى ما وصلت إليه اليوم.
وقد تميزت المحاضرات بمحتواها الغني بالمعلومات وبمستوى المحاضرين وبتفاعل المشاركين، وتناولت المحاضرات المواضيع التالية: موجز عن ظروف الصين وتطور مفهوم الحكم والإدارة فيها القاها البروفسور دينغ لونغ عميد كلية اللغة العربية في جامعة الأعمال والإقتصاد الدولي، وتجارب الإصلاح والإنفتاح لتطور الصين، مع التركيز على مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني الحالي شي جينغ بينغ في العام 2013، والتي ألقاها البروفسور شتوه تشينغ الأستاذ المحاضر في كلية الدراسات الأجنبية في بكين.
ومن المواضيع المميزة التي تخللتها ورشة العمل التحول والإرتقاء للتصنيع الصيني والتعاون مع دول حزام الطريق ومنها الدول العربية التي أقاها البروفسور يانغ قوانغ الرئيس السابق لمعهد الدراسات الآسيوية والغربية الأفريقية، ومحاضرة مهمة عن طريقة الإدارة للسكك الحديدية الصينية ونظام الإستثمار والتمويل كنموذج ناجح يحتذى في مشاريع الصين الخارجية في هذا المجال.
أما بالنسبة الى الزيارات الميدانية فكان أبرزها الى المركز الرئيسي لبنك الصين والتنمية حيث ألتقت الوفود العربية مع مسؤولي البنك الذي شرحوا للوفود عن التعاون والتمويل وأنظمة القروض التي يقوم بها البنك على الصعيد الداخلي وعلى العلاقات الخارجية التي تربط البنك مع البنوك العالمية ومنها فرنسبنك في لبنان. وتمت زيارة مجموعة بناء تشي شيا بنانجينغ التي عرضت أحدث البرامج التكنولوجية في مجال الهندسة المعمارية.
وتضمن برنامج نشاطات ورشة العمل زيارات ثقافية وسياحية الى أكثر من معلم ثقافي في بكين وعدد من المدن الصينية وأهمها زيارة سور الصين العظيم، ومسجد نيوجيه الأثري في بكين، ومدينة نانجينغ العريقة بتاريخها وهي مقصد سياحي كبير حافل بالآثار العمرانية الصينية ومعبد فيلسوف الصين العظيم كونفوشيوس .