وكيل ذكاء اصطناعي أحدث أدوات أمازون لتنمية سوق التجارة الإلكترونية

أطلق عملاق التجارة الإلكترونية الأميركية أمازون أحدث أدواته التكنولوجية، وهي عبارة عن وكيل ذكاء اصطناعي دائم الاستخدام، لمساعدة البائعين على منصتها في إدارة أعمالهم.

وتعمل الشركة على تحديث “مساعد البائع”، وهو أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها والمخصصة للبائعين الخارجيين (المستقلين)، للمساعدة في إدارة المهام نيابة عن البائع.

وتحدث الابتكارات في الخوارزميات، وتعلّم الآلة، والنماذج اللغوية الكبيرة تغييرات جوهرية في سلاسل الإمداد، وإجراءات الجمارك، وإدارة المخاطر، وتفاعل المستهلكين مع الأسواق العالمية، مع مكاسب كبيرة من ناحية الفاعلية الاقتصادية.

والتجارة الإلكترونية مجال تظهر فيه إمكانات التعلم الآلي بوضوح، فعبر مراقبة الأنماط المتكررة في سلوك المستهلكين، يمكن للأنظمة التقنية التي تستخدمها شركات التجارة الإلكترونية تحديد اهتمامات جمهورها المستهدف في الوقت الحالي وفي المستقبل بدقة.

60 في المئة نسبة البائعين المستقلين في متجر أمازون، مع مبيعات بقيمة 2.5 تريليون دولار، وفقا للشركة

ولأكثر من 25 عامًا، دأبت أمازون على تطوير وتطبيق تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في جميع جوانب أعمالها تقريبًا، بما في ذلك الأدوات والميزات التي تدعم شركاء البيع.

وفي العام الماضي، تم إطلاق “مساعد البائع”، وهو خبير مُولّد مُدعّم بالذكاء الاصطناعي للبائعين، والذي قدّم إجابات فورية على الأسئلة ووجّه البائعين إلى موارد مفيدة. وقالت أمازون في منشور على منصتها الإلكترونية إن “قدرات الذكاء الاصطناعي لدينا مصممة للعمل بسلاسة طوال تجربة البيع.”

وأشارت إلى أن “البائعين يمكنهم الانتقال من إدارة كل مهمة بأنفسهم إلى التعاون مع مساعد ذكي يعمل بشكل استباقي نيابة عنهم على مدار الساعة، مع الحفاظ على سيطرة البائعين على العملية دائما.”

وأوضحت أن هذه الأداة “تمكن من التعامل مع كل شيء، من العمليات الروتينية إلى إستراتيجيات الأعمال المعقدة، ما يسمح للبائعين بالتركيز على الابتكار والنمو.”

ولا يقتصر دور “مساعد البائع” الآن على مراقبة حالة الحساب والمخزون فقط، بل يساعد في وضع الإستراتيجيات واتخاذ الإجراءات اللازمة عند الحاجة.

ومثلا، عند مراجعة البائع لمخزونه، تحدد أداة مساعد البائع المنتجات بطيئة الحركة قبل فرض رسوم تخزين طويلة الأجل عليها، ويوصي بترك المنتج كما هو، أو تخفيض سعره، أو إزالته تماما.

كما ستتمكن أداة مساعد البائع من تحليل أنماط الطلب وإعداد توصيات عملية الشحن. وستراقب حساب البائع باستمرار، وتبلغ عن أيّ مشاكل وإجراءات محتملة، مثل قوائم المخزون التي قد تخالف لوائح سلامة المنتجات الجديدة. وعلاوة على ذلك، تستطيع تلقائيا ضمان استيفاء جميع منتجات البائع لمتطلبات الامتثال للشروط والقواعد في كل دولة يبيع فيها.

وتعد التجارة التي يديرها وكيل ذكاء اصطناعي مجالا ذا أهمية بالغة لشركات التكنولوجيا، التي تتخيل مستقبلا يمكن فيه للوكيل بدء الصفقات أو إجراء عمليات شراء نيابة عن المستهلكين.

وحقق البائعون المستقلون الذين يشكلون أكثر من 60 في المئة من المبيعات في متجر أمازون إنجازًا تاريخيًا، مع مبيعات بقيمة 2.5 تريليون دولار، وفقا لأمازون.

وفي عام 2024، حقّق نشاط أمازون في التجارة الإلكترونية مبيعات عبر الإنترنت أي دون خدمات الحوسبة السحابية أو الإعلانات بنحو 447.5 مليار دولار. ومن المرجح أن يرتفع بنهاية هذا العام ليبلغ 486.6 مليار دولار.

وفي خضم ذلك يتزايد اهتمام الشركات المنافسة باستخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية للمساعدة على فهم احتياجات العملاء بدقة كبيرة، واختيار العروض المناسبة لهم.

ويمكن لإستراتيجية التسويق الفعالة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تقديم ما يرغب فيه العميل ويحتاج إليه في الوقت المناسب، أي أن قدرة الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على معرفة رغبات الزبائن وحسب، بل تساعد أيضا في توقع رغباتهم.

ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة طفرة كبيرة في الذكاء الاصطناعي تجعل من تقدم التكنولوجيا عاملًا محوريًا يعيد رسم ملامح التجارة العالمية، في ظل التوترات بين القوى الكبرى بشأن السيطرة على سلاسل التوريد والتحكم فيها.

ولكن على الرغم من هذه الإيجابيات التي يمكن تحقيقها مع مرور الوقت، فإن ذلك يترافق مع سيل من التحديات غير المسبوقة من حيث الأمان والعدالة بين الاقتصادات القوية ونظيراتها الضعيفة.

وأظهر تقرير نشرته منظمة التجارة العالمية قبل أيام أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز قيمة التجارة في السلع والخدمات بنسبة 40 في المئة تقريبا بحلول عام 2040، لكنه حذّر من أنه دون سياسات ملائمة يمكن أن يؤدي أيضا إلى تزايد أشكال التفاوت الاقتصادي.

ووفقا للمنظمة يمكن أن يؤدي انخفاض تكاليف التجارة وتحسين الإنتاجية إلى زيادات كبيرة في أحجام التجارة والناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040، إذ من المتوقع أن ترتفع التجارة العالمية بين 34 و37 في المئة في ظل سيناريوهات مختلفة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةالتفاوت ومشاكل الديون يؤججان الجدل بشأن فرض ضرائب على أثرياء أوروبا
المقالة القادمةإصرار أوروبي على إيقاف تدفق الغاز الروسي بحلول عام 2027