أسعار القمح ترتفع بوتيرة مقلقة وتهدد الأمن الغذائي العالمي

يتابع الخبراء بقلق المنحى التصاعدي لأسعار القمح في الأسواق العالمية والتي بلغت مستويات هي الأولى منذ عقد مما يشي بظهور بوادر أزمة قد تتفاقم مع الوقت إن لم تتمكن الحكومات من إيجاد حلول عاجلة قبل أن تصبح مشكلة تهدد الأمن الغذائي العالمي.

وقفزت أسعار القمح في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية بعدما تخطت 8 دولارات للبوشل وهي وحدة قياس بريطانية تساوي 27 كيلوغراما للمرة الأولى منذ نحو 9 سنوات، وسط تزايد الضغوط التضخمية التي تهدد برفع أسعار المواد الغذائية التي تشهد موجة من الارتفاع بكافة أنحاء العالم.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن أسعار القمح صعدت إلى مستوى قياسي أيضا في باريس الثلاثاء، في الوقت الذي يقوم فيه المشترون بجمع الإمدادات الأوروبية على خلفية النقص الذي تعاني منه أماكن أخرى، مما زاد من مخاوف حدوث المزيد من التضخم في أسعار الأغذية. كما ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بالحبوب الأخرى في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اقتربت أسعار العقود الآجلة للقمح المطحون في باريس من تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق، كما سجلت أسعار قمح مينيابوليس الربيعي أعلى مستوياتها منذ أبريل 2008.

وصار القمح القادم من أوروبا حيويا بصورة متزايدة هذا العام، بعد ضعف المحاصيل لدى الموردين الرئيسيين الآخرين، بينما أدت الضرائب المفروضة على عمليات التصدير، إلى تباطؤ المبيعات القادمة من روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم.

ويستعد التكتل الأوروبي لاستعادة مكانته كأكبر مصدر للقمح في العالم، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على وتيرة المبيعات بمجرد أن تجدد المحاصيل القادمة في بعض الدول الإمدادات. ويعد القمح أحد العناصر الأساسية الحيوية في العالم، وأوروبا هي مورد رئيسي له إلى أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تفكر الحكومات بالفعل في رفع تكاليف الخبز المدعوم. ويزداد الطلب من المستوردين الرئيسيين على الحبوب مقابل نقص الإمدادات العالمية بسبب سوء الأحوال الجوية الذي أضر بالمحاصيل في البلدان الرئيسية المصدرة هذا العام، ما أدى إلى تسجيل أطول سلسلة مكاسب شهرية للقمح منذ عام 2007. ويرى خبراء زراعيون أن إنتاج محاصيل العام المقبل قد يتأثر في ظل معاناة بعض المزارعين من جفاف الطقس وقت الزراعة إضافة إلى ارتفاع تكاليف الأسمدة.

وقال جاك سكوفيل نائب رئيس مجموعة برايس فيوتشرز ومقرها شيكاغو في مذكرة بحثية “المضاربون يواصلون الحديث عن التضخم ويشترون السلع من أجل تجارة التضخم”. ونهاية الأسبوع الماضي، تعاقدت إحدى المؤسسات السعودية على شراء 1.3 مليون طن من القمح ما يعادل نحو ضعف الكمية المتوقعة. كما عادت مصر أكبر مستوردٍ للقمح للسوق بعقد مناقصة الاثنين الماضي وبعد أقل من أسبوع من أكبر عملية شراء خلال الموسم. وارتفع سعر القمح الشتوي الأحمر الناعم المعياري المستخدم في تصنيع البسكويت والكعك بنسبة 3.6 في المئة ليتجاوز بقليل حاجز ثمانية دولارات للبوشل مسجلا أعلى مستوى منذ ديسمبر 2012.

كما ارتفع القمح الشتوي الأحمر الصلب الذي تعتمد عليه صناعة الدقيق متعدد الأغراض بشكلٍ كبير بنحو 3 في المئة ليبلغ 8.095 دولار للبوشل ليصل إلى أعلى سعر منذ مايو 2014. وتُعزز إمكانية استمرار مشكلات نقص الإمداد العام المقبل فرص استمرار ارتفاع أسعار القمح وتفاقم تضخم أسعار المواد الغذائية.

وأظهرت بيانات حديثة نشرتها منظمة الأغذية والزراعة (فاو) الشهر الماضي أن أسعار السلع الغذائية واصلت الارتفاع في ظل نكسات الحصاد واضطرابات في سلسلة التوريد. وأدت مخاوف العرض التي عززتها ارتفاعات أسعار الأسمدة إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للذرة، حيث ارتفع أكثر العقود نشاطا في شيكاغو للجلسة الخامسة على التوالي إلى 5.82 دولار للبوشل ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس. ويشهد فول الصويا تقلبا بين تحقيق المكاسب وتكبد الخسائر، حيث تتوقع الولايات المتحدة أن تحصد أكبر محصول لها على الإطلاق هذا العام. ومن المحتمل أن تتجه إلى زراعة مساحات كبيرة العام المقبل، حيث من المتوقع أن يتراجع بعض المزارعين عن زراعة بعض مساحات الذرة لصالح الحبوب التي تعتمد على الأسمدة بشكل أقل.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةسوق دبي المالي على أعتاب تحول في آفاق الاستثمار
المقالة القادمةديون الدول العربية ترتفع إلى مستوى قياسي