يتحدث رئيس “تجمع صناعيي زحلة والبقاع” رجل الأعمال نقولا أبو فيصل الى “الوكالة الوطنية للاعلام” بشغف وحماس عن أرمينيا “موطىء قدمه” منذ سنوات قليلة مع مجموعة من الصناعيين والتجار اللبنانيين الذين اختاروا هذه الجمهورية الناشئة التي نفضت عنها غبار الحقبة السوفياتية السابقة، لتتحول نقطة ارتكاز لمشاريع مستقبلية على مختلف الصعد تَعِد بالكثير في بلاد القوقاز.
يوم قرر أبو فيصل الاستثمار في أرمينيا كان يستشف مستقبلا واعدا للجمهورية التي تنتظر عودة أبنائها الأرمن من الشتات في أصقاع العالم الأربعة وعددهم يقارب ستة ملايين، ويدرك أيضا أن التطور والنمو المضطرد لأرمينيا سيحولها بعد بضع سنوات الى نقطة ارتكاز ومحور إقتصادي نابض سيفتح أبوابه لأسواق ضخمة يقدر عدد المستهلكين فيها بنحو 300 مليون في دول أوروبا الشرقية.
في معرض حديثه عن الإستثمارات يعدد أبو فيصل أكثر من عشرة أسباب تشكل، بحسب رأيه، حوافز تشجع اللبنانيين والأرمن اللبنانيين على الإستثمار في أرمينيا، قد يكون أولها كرم الضيافة وحسن الإستقبال والتشابه الثقافي بين الشعبين الأرميني واللبناني، من دون أن نغفل قرب المسافة بين البلدين، إذ لا يتخطى وقت الرحلة بين العاصمتين بيروت ويريفان الساعة وثلاثة أرباع الساعة، بالإضافة الى إعفاء الوافدين من الحصول على تأشيرات الدخول المسبقة.
يتحدث “الحاج نقولا” كما يناديه المقربون منه عن قطاع زراعي كبير في أرمينيا يوفر فرص استملاك أراض بأسعار رخيصة نسبيا ومناطق حدودية يعفى الاستثمار فيها من عدد من الضرائب، إضافة الى تسهيلات عدة تشجع المستثمرين على خوض غمار المبادرة في بلد ينقصه عديد الكفاءات لا الطموحات.
تقارب استثمارات اللبنانيين في أرمينيا، بحسب أبو فيصل، الخمسة ملايين دولار وفق إحصاءات شبه رسمية أي ما يعادل نصف قيمة استثمارات الفرنسيين، غالبيتها في القطاع الزراعي ثم التجاري، بالإضافة الى حركة شراء وتملك منازل ومزارع، خصوصا من قبل أبناء الخليج بحيث تخطى عدد المزارع التي اشتراها الإماراتيون على سبيل المثال لا الحصر 4500 منزل ومزرعة.
روابط الصداقة المتجذرة في التاريخ بين لبنان وأرمينيا، دفعت بالمسؤولين عن هذا البلد الى تقديم التسهيلات التي يحتاجها المستثمر اللبناني لا سيما في القطاعين الزراعي والسياحي، وهي من القطاعات التي تؤمن مداخيل مرتفعة للمستثمرين فيها.
يثني أبو فيصل على دينامية ونشاط السفارة اللبنانية في أرمينيا بدءا من السفير السابق جان معكرون، وصولا الى السفيرة الحالية مايا داغر والطاقم الدباوماسي والإداري في السفارة الذين، بذلوا ولا يزالون، كل الجهود لتسهيل ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الصعد، خصوصا لناحية الدعم الإداري واللوجستي لمئات الأرمن اللبنانيين الذين يزورون بلدهم الأم ولرجال الأعمال والمستثمرين.
أبو فيصل الذي بدأ بالاستثمار في القطاع الزراعي في أرمينيا منذ العام 2013 من خلال إنشاء مزارع “جوز البقان” pecan farm على تخوم العاصمة يريفان من خلال زرع 30 ألف شتلة على مراحل مستوردة من الولايات المتحدة الأميركية مع أنظمة ري متطورة أسهم في وضع أرمينيا على خارطة إنتاج جوز البقان في العالم، والخطة المرسومة للسنوات المقبلة تهدف الى تحويل أرمينيا الى منصة تصدير لهذا الانتاج الزراعي الى دول العالم.
يشدد رئيس تجمع صناعيي البقاع على أن الفرصة اليوم متاحة أكثر من أي وقت مضى للإستثمار في أرمينيا، إذ قد لا يكون هناك مكان بعد عشر سنوات، فهذه الجمهورية الناشئة والطموحة التي بدأت لعب دور محوري في إتحاد دول أوراسيا، في الوقت الذي ترنو فيه باهتمام للإنضمام الى الإتحاد الأوروبي، فالطموح مشروع حتى لو كانت العقبات كبيرة خصوصا السياسية منها.
في “سويسرا الصغيرة” كما يطلق عليها جيرانها الأصدقاء والخصوم على حد سواء موطىء قدم للوافدين سواء كانوا سياحا او مستثمرين او أبناء “diaspora” في الشتات ونصيحة من رئيس تجمع صناعيي زحلة والبقاع ” لا تتأخروا، خذوا أماكنكم في أرمينيا قلب القوقاز النابض قبل فوات الأوان”.