إنستغرام ينافس تيك توك بتطوير ريلز والمتجر

واكبت شركة فيسبوك مستجدات الوضع الراهن بالتزامن مع كورونا والتزام الناس منازلهم وذلك بتحديث تبويبي ريلز والمتجر حيث سهلت على المستخدمين اكتشاف مقاطع الفيديو من صانعي المحتوى، وإتاحة تواصل أفضل مع العلامات التجارية في خطوة تضاعف وتيرة المنافسة على تيك توك صاحب الأسبقية في المجال والذي يقع تحت نيران المنافسين والحظر الأميركي.

برهنت فيسبوك على التزامها مرة أخرى بالمتغيرات التي تفرض توجيه دفة وسائل التكنولوجيا وذلك من خلال تحديث تبويبي ريلز والمتجر على إنستغرام لمواكبة زيادة زخم التسوق وتضاعف الاعتماد على المنصة لتصوير فيديوهات قصيرة مسلية في ظل الرتابة التي فرضها الوباء وفي خطوة تصعد من حملة المنافسة ضد تيك توك الصيني الذي بات محاصرا في مجاله.

أعلنت شركة فيسبوك الخميس عما وصفته بالتغييرات الكبيرة في خدمة مشاركة الصور والفيديو إنستغرام، وهي إضافة تبوبين جديدين لميزتين تعوّل عليهما الشركة كثيرا.

وقالت عملاقة التواصل الاجتماعي الأميركية في منشور على مدونتها “إنها أضافت تبويبا جديدا لميزة ريلز المنافسة لخدمة تيك توك، وتبويبا آخر لخدمة التسوق “شوب”.

وأوضحت فيسبوك، التي تمتلك أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم، مع ما يزيد عن 2.7 مليار مستخدم نشط شهريا، أن تبويب ريلز يأتي ليسهل على المستخدمين اكتشاف مقاطع الفيديو القصيرة من صانعي المحتوى في جميع أنحاء العالم، وأمثالهم من المستخدمين الآخرين. أما تبويب “شوب” فهو يتيح للمستخدمين طريقة أفضل للتواصل مع العلامات التجارية، ومنشئي المحتوى، واكتشاف المنتجات التي يحبون.

وأشارت فيسبوك إلى أن تركيزها في إنستغرام كان دائما منصبا على الشباب وصانعي المحتوى، لأنهم من رواد الموضة. ومع حدوث التغيير بسرعة في الوقت الحالي، فإن ذلك يشمل أيضا كيفية استخدام كلتا المجموعتين لخدمة إنستغرام والتفاعل مع العالم. ومع انتشار الوباء خلال العام الحالي، واضطرار الناس إلى البقاء في منازلهم، شهدت الخدمة انفجارا في مقاطع الفيديو القصيرة والمسلية عبر إنستغرام. كما شهدت قدرا لا يصدق من حركة التسوق عبر الإنترنت، حيث يزداد عدد الأشخاص الذين يشترون عبر الإنترنت ويتطلع الشباب إلى صانعي المحتوى المفضلين لديهم للحصول على توصيات بشأن ما يشترونه.

وكانت فيسبوك قد أطلقت خدمة ريلز أول مرة منذ بضعة أشهر، ومنذ ذلك شهدت الخدمة مقاطع فيديو قصيرة “مذهلة” من منشئي المحتوى، والآن يُطرح تبويب ريلز ليوفّر للمستخدمين مكانا ينشرون فيه إبداعاتهم مع العالم، ويعثرون فيه على جمهورهم الخاص.

ومن خلال تبويب التسوق الجديد، يمكن للمستخدمين التسوق عبر إنستغرام، ودعم الأنشطة التجارية الصغيرة. ويمكن أيضا العثور على توصيات مخصصة، ومشاهدة مقاطع فيديو قابلة للتسوق، ومجموعات المنتجات الجديدة.

المتغيرات في قلب الاهتمامات

يركز إنستغرام جهوده على وضع تغييرات كبيرة في التصميم على شاشته الرئيسية لأول مرة منذ سنوات. وتعكس إضافة علامات تبويب ريلز والمتجر “شوب” إلى شاشتها الرئيسية، أولويات الشركة.

وتأخذ ريلز المستخدمين إلى مقاطع فيديو قصيرة شبيهة بالتي يعرضها تطبيق تيك توك. وسيعرض “المتجر” توصيات المحررين في قناة شوب واختياراتهم ومقاطع فيديو ومجموعات منتجات جديدة. وتسهل الخاصيتان على المستخدمين العثور على ما يريدون على المنصة على الفور.

وستنتقل علامة الإعجابات وتحميل الصور إلى الزاوية العلوية اليمنى حذو الرسائل المباشرة.

وكتب مدير الشركة آدم موسيري في منشور “نحن لا نتعامل مع هذه التغييرات باستخفاف. ولم نحدّث شاشة إنستغرام الرئيسية بطريقة كبيرة لفترة طويلة. لكن المستخدمين يتغيرون، ويعد أكبر خطر على إنستغرام ألا نتغير بسرعة كبيرة ونبقى من الماضي. نحن متحمسون للتصميم الجديد ونعتقد أنه يمنح التطبيق التحديث الذي يعد في أمسّ الحاجة إليه، مع الحفاظ على وفائنا بالبساطة التي تمتعنا بها لسنوات“.

وتشير حقيقة اعتماد إنستغرام لريلز بعد بضعة أشهر من إطلاقها في الولايات المتحدة وخارجها إلى أن التغيير دائم. في المقابل، لم تتلق الصفحة الرئيسية لمقاطع الفيديو الطويلة في إنستغرام علامة تبويب على الشاشة الرئيسية بعد، وهي متاحة من خلال صفحة الاستكشاف، مما قد يعكس عدم تركيز الإدارة على هذه النقطة.

وكانت إضافة خاصيّة التسوق أقل إثارة للدهشة من اعتماد ريلز، فقد طور إنستغرام هذه الفكرة على مدار سنوات، وأطلق صفحة تسوق هذا الصيف والقدرة على اعتماد خدمة الدفع التي طرحتها فيسبوك في المعاملات. وتعني الإضافات على الشاشة الرئيسية أنه يمكننا توقع استمرار استثمار الشركة في كلا المجالين.

استغلال ضغوط تيك توك

كانت فيسبوك قد بدأت في يوليو الماضي في اختبار خدمة “إنستغرام ريلز”، في الهند مستغلة حظر السلطات الهندية لتطبيق تيك توك الصيني.

وتتيح الخدمة للمستخدمين إنشاء ومشاركة مقاطع فيديو مدتها 15 ثانية، وتركيبها على أي مقاطع موسيقية وصوتية.

وتتيح الخدمة أيضا للمستخدمين استعارة وإعادة دمج الصوت من مقاطع فيديو خاصة بأشخاص آخرين.

وأطلقت الشركة الأميركية الخدمة في الهند منذ أشهر، تزامنا مع حظر البلاد لموقع تيك توك وأكثر من 50 تطبيقا صينيا بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن.

وفي شهر نوفمبر 2019 أطلقت فيسبوك الخدمة لأول مرة في البرازيل.

وسيتمكن المستخدمون من الوصول إلى الخدمة من خلال رمز جديد يظهر أسفل الشاشة على منصة إنستغرام، كما سيمكن نشر مقاطع الفيديو المعدة بواسطة الخدمة، على صفحة إنستغرام الرئيسية للمستخدم أو صفحة بحث إنستغرام للحسابات المتاحة للعموم.

وتمكن الخدمة الجديدة المستخدمين من مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة التي تم إنشاؤها مع “قصص إنستغرام”، أو إرسالها عبر رسالة مباشرة أو نشرها في قسم خاص.

وبحسب ما نقله موقع بيزنس إنسايدر فقد بدأ بعض مستخدمي إنستغرام في الهند في تلقي الميزة الجديدة من إنستغرام مع التحديث.

وأكد متحدث باسم فيسبوك أن الشركة تهدف إلى تقديم هذه الميزة على نطاق أوسع.

وقال إن الشركة تخطط لبدء اختبار إصدار محدث من ريلز في المزيد من البلدان، وأضاف أن ريلز هي طريقة ممتعة وخلاقة للناس للتعبير عن أنفسهم والاستمتاع، قائلا “نحن متحمسون لتقديم هذه النسخة الجديدة إلى المزيد من مجتمعنا العالمي”.

وتابع “في الوقت الحالي، نحن لا نشارك أي تواريخ إطلاق أو خطط للدول”.

وتنتشر الخدمة ببطء نسبيا حول العالم. وتم اختبارها لأول مرة في البرازيل العام الماضي كما تتوفر أيضا في ألمانيا.

وأصدرت العديد من الشركات التكنولوجية تطبيقات مشابهة لتيك توك، ولكنها لم تحقق نجاح هذه المنصة. لكن فيسبوك قررت الاستفادة من شعبية إنستغرام بين الشباب لإطلاق خدماتها الخاصة المشابهة.

وكانت إدارة إنستغرام متحفظة حول مدى نجاح خدمة ريلز في بلدان أخرى، فيما لا تزال تفاصيل خطط إطلاقها في الولايات المتحدة غير معلومة.

ولكن محاولة فيسبوك الأولى للتنافس مع تيك توك كانت فاشلة. حيث أطلقت الشركة تطبيقا حمل اسم لاسو في نوفمبر 2018، لكنه فشل مع أقل من 600 ألف عملية تنزيل، حسب سنسور تاور، ثم حُذف في 10 يوليو، مما مهّد الطريق أمام فيسبوك للتركيز على ريلز.

ويشتهر موقع فيسبوك بنسخ خدمات التطبيقات وميزاتها الشائعة الأخرى بنجاح. ونذكر اعتماده لخدمة كان يشتهر بها سناب شات، على تطبيقه وعلى إنستغرام. ولكن لماذا ستصل الخدمة إلى الولايات المتحدة الآن؟

وجاء ريلز في الوقت المناسب لأن مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة لا يزال غير مؤكد. ولا ندري ما إذا كانت الخطة حديثة، لكن التوقيت مناسب.

وخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت مخاوف الولايات المتحدة متزايدة من انتهاك تيك توك لخصوصية المستخدمين ومشاركة بياناتهم مع الحكومة الصينية. وينكر تيك توك هذا الاتهام.

وزادت إدارة ترامب من ضغطها على تيك توك بعد أشهر من التدقيق في علاقات المنصة مع الصين. وأقر الرئيس ترامب المنتهية عهدته حظر التطبيق كعقاب على الفايروس الذي اجتاح بلاده.

الفرق بين ريلز وتيك توك

ليست الاختلافات واضحة. يبدو أن مقاطع الفيديو على ريلز محددة بـ15 ثانية، بينما مدد تيك توك الحد الأقصى إلى 60 ثانية.

ولا معلومات حول تفاصيل الصفقات التي أبرمتها شركة فيسبوك مع شركات الموسيقى للسماح لمستخدمي إنستغرام باستخدام مقاطع محددة. لكن الشركة أعلنت مؤخرا عن خطط إطلاق مقاطع فيديو موسيقية مرخصة، مما يشير إلى أن الشركة تعمل على هذه الصفقات.

وفي ما يتعلق بالشبه بين تيك توك وريلز، قال المتحدث باسم إنستغرام في بيان إن الخدمتين غير متطابقتين. وأشاد بنجاح تيك توك كما روّج لخاصية الفيديو الموجودة بالفعل على إنستغرام، مشيرا إلى قدرة المنصة على توفير خدمة أكثر اتساقا مع المجتمع.

ورأى أن هذه الاستجابة لطلب المستهلكين هي في إطار المنافسة وإحدى السمات المميزة لقطاع التكنولوجيا. فهي توفر خيارات أمام المستخدمين، وهي نقطة إيجابية.

قال آدم موسيري رئيس إدارة إنستغرام، في مقابلة أجريت معه خلال السنة الحالية عندما سئل عن التطبيق، “نحن في مكان يجب أن نكون مستعدين فيه للاعتراف عندما يبتكر شخص ما شيئا رائعا ومحاولة التعلم منه”.

وقدم إنستغرام بعض الصور التي وفرت لمحة عن خدمة ريلز. وتوجد إشارة تحدد للمستخدمين ما إذا كانت الفيديوهات منشورة عبر الخاصية الجديدة.

وتبدو الصورة مماثلة لتلك التي عهدناها على تطبيق تيك توك حيث يمكنك تسجيل الإعجاب أو التعليق على مقاطع الفيديو، والنقر عليها لمعرفة اسم المقطع الصوتي الذي اعتمد في فيديو معين.

ولا ندري ما إذا كان المستخدم قادرا على المرور من خلال مقاطع الفيديو عموديا أو إذا كان عليه الانتقال إلى صفحة للبحث عن مقاطع مشابهة.

وستضاف علامة تبويب جديدة إلى ملفات المستخدمين الشخصية لعرض جميع منشوراتهم في مكان واحد.

وقالت إدارة إنستغرام إن الخاصية ستضاف إلى بوابة القصص والتي يمكن للمستخدمين رؤيتها في الزاوية العلوية اليسرى من الصفحة الرئيسية.

وتبدو العملية مشابهة لتلك الموجودة على تطبيق تيك توك، وسيمكننا تقييم سهولة التمتع بهذه الخدمة فور توفّرها.

وبدأت شركة فيسبوك اختبار ريلز مع المستخدمين في البرازيل لأول مرة في نوفمبر، قبل طرحه الشهر الماضي في فرنسا وألمانيا. وأفادت بيزنس إنسايدر في الهند بأن المستخدمين في البلاد بدأوا يستخدمونه خلال الشهر الحالي.

يحظى تيك توك بشعبية كبيرة بين المراهقين بصفة خاصة، ويجمع أكثر من 30 مليون مستخدم نشط في الولايات المتحدة.

ورغم الضغوط نجح تطبيق تيك توك في جلب الجماهير وتجاوز المخاوف المتتالية الأميركية وخبراء الاتصال بشأن انتهاك الخصوصية وحماية البيانات، ليصبح التطبيق الأكثر تنزيلا في العالم خلال العام الماضي، متفوقا على فيسبوك وماسنجر الأكثر شهرة وشعبية في مجال شبكات التواصل الاجتماعي.

ورغم قرار الجيش وسلاح البحرية في الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، حظر استخدام أفرادهما لتطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك لأسباب أمنية، فإن شعبية التطبيق تواصل الصعود.

وبحسب التقرير الصادر عن شركة سينسور تاور المعنية بمتابعة سوق التطبيقات فإنه تم تنزيل تطبيق تيك توك أكثر من 700 مليون مرة خلال العام الماضي في مختلف أنحاء العالم متفوقا على فيسبوك وفيسبوك ماسنجر. كما تم تنزيله أكثر من إنستغرام المملوك لفيسبوك في عام 2018.

وجاء تطبيق واتساب في المركز الأول باعتباره الأكثر تنزيلا في العالم حيث تم تنزيله أكثر من 850 مليون مرة خلال العام الماضي بفضل شعبيته الواسعة في الهند بشكل خاص. وزاد عدد مرات تنزيل تطبيق واتساب في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 39 في المئة عن الفترة نفسها من العام السابق بحسب سينسور تاور.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةترامب يحظر استثمار الأميركيين في شركات صينية مرتبطة بالجيش
المقالة القادمةزيادة فائض الميزان التجاري مع دول الخليج